كتاب الأرض الموعودة – باراك أوباما

تحميل كتاب الأرض الموعودة pdf – باراك أوباما

2023-01-13

كتاب الأرض الموعودة – باراك أوباما في الجزء الأضخم من مذكّراته الرئاسية، المثيرة والمنتظرة، يسرد باراك أوباما قصّة سفرية تكاد تكون وهمية لشابّ بدأ بالبحث عن هويّته فأصبح زعيمًا للعالم الحرّ، واصفًا فيه، بتفاصيل شخصية لافتة، كيف تعلّم السياسة واللحظات الجوهريّة من العهد الأكبر في رئاسته التاريخية، زمن تحوّلات جسيمة وقلاقِل.
يأخذ أوباما القارئ في سفرية آسرة، بدايةًا من تطلّعاته السياسية الأولى إلى فوز المقابلة الحزبي في ولاية أيوا الذي أظهر قوّة النشاط الشعبي، في ليلة فاصلة، في الـ4 من تشرين الثاني من عام 2008، حينما انتُخب الرئيس الـ4 والأربعين للولايات المتّحدة الأميركية، وأمسى أول أميركي من منشأ أفريقي يشغل أعلى مركز وظيفي في البلاد.

حين يتمعّن في ماهية الرئاسة، يقدّم لنا أوباما استطلاعًا متميزًا وعميقًا للمدى العظيم للسلطة الرئاسية وفي نفس الوقت لحدودها. يدعونا لنلقي نظرة عصرية على ديناميّات السياسة الحزبية الأميركية والدبلوماسية العالمية. يُدخل أوباما القارئ إلى المكتب البيضاوي، وإلى حجرة النشاطات في المنزل الأبيض، وإلى موسكو والعاصمة المصرية القاهرة وبكين ومناطق أخرى من العالم. يطلعنا على أفكاره لدى إستحداث السُّلطة ومصارعة الحالة الحرجة النقدية العامّة، لدى تقييمه لدهاء فلاديمير بوتين، وتغلّبه على صعاب أعطت الإنطباع مستعصية لتمرير دستور الاستظهار الصحّية. يعرض لنا الآونة التي اشتبك فيها مع الجنرالات بصدد تخطيطية الولايات المتّحدة العسكرية في أفغانستان أو لدى قيامه بالإصلاحات في وول ستريت. يحكي لنا مواجهته للانفجار المدمّر لمنصّة ديبووتر هورايزن، وحين أذن بعملية نبتون سبير، التي أدّت إلى مقتل أسامة بن لادن.

الأرض الموعودة كتاب في غرض الحميمية وفيه تأمّل داخلي، حيث يسرد قصّة رهان رجل مع الزمان الماضي، وإيمان منظّمٍ اجتماعي يُختبر على المسرح الدولي. أوباما يصارحنا بصدد عملية التوازن المترتّبة على رجل أميركي من منبع أفريقي يترشّح لمنصب الرئاسة: أن يجسّد توقّعات جيل تحرّكه عناوين “الأمل والتعديل” من ناحية، ومجابهة التحدّيات الأخلاقية التي قد تنتج عن الأحكام البالغة الابرزّية من ناحية أخرى. يتكلّم بأمانة عن القوى التي عارضته في الداخل والخارج، عن نفوذ العيش في المنزل الأبيض على قرينته وابنتيه.

لم يخشَ أوباما الكشف عن شكّه في ذاته في بَعض الأحيان وعن خيبات أمله، إلّا أنّه لم يتقهقر أبدًا عن إيمانه بأنّه ضِمن المسعى الأميركية العارمة، التقدّم جائز مستديمًا.
يجسّد ذلك الكتاب الشديدّ والبديع في صوغه، قناعة باراك أوباما بأنّ الديمقراطية ليست هبة من العلى إلا أن هي شيء حاضر على التعاطف والتفاهم والبناء المشترك، يومًا بعد غد.