كتاب إسعافات أولية – أمير تاج السر

2022-09-10

لا يوجد شك أن كتابة الرواية تطورت بقوة منذ عهد القصص الأولى التي كُتبت في القرن العشرين، وبداية الألفية الحديثة، وظهرت مساعي لا رصد النهج التقليدي الواضح، وإنما هي مساعي شُيِّدت بمعمار خاص، وطرحت ذاتها للتذوّق.
وفي وقتنا الذي نعيشه، نجد كتابات روائية بأعداد جسيمة، إلا أن مستديمًا ما نُشير على أن التفوق، وسط ذلك الكم العظيم من الكتابات، يتطلب إلى صوت خاص للكاتب.
وفي زياراتي المستدامة للمكتبات التي لا تزال تهتم بكتب الإبداع مثل مكتبة جرير، وتحط لها قسمًا عظيمًا، أعثر مستديمًا على كتب مُذيلة بأسماء لم أسمع بها، ينتابني الفضول، وأصغرّب الكتب، في بَعض الأحيان تلفتني وأشتري الكتاب لأكتشف وراءه كاتبًا موهوبًا، بل كثرة ما يُأصدر، يُلهي المتسوّق، ولا يُتيح له أن يتعرف إليه.
أيضًا أعثر على مساعي فيها مُحاكاة، وأعني هنا العناوين، التي يتوهَّم الكاتب أنها ستلفت البصر لأنها صيغت على وزن عناوين مشهورة. أحسها شيئًا مُتكلفًا ومقصودًا، أن تُسمّي عملك مثلًا: سيزون الهجرة إلى الجنوب، أو اللص والثعالب، أو في منزلنا ولد، بدون أن تُجيد رسم عالم يرتبطّك، ويمثّلك. والقارئ الجيد في رأيي لا يفتش عن عناوين تُذكِّره بعناوين قرأها مرارًا، بل عن عناوين عصرية وجذَّابة، وتُقدِّم محتوًى دسمًا ومُشبِعًا.