أحدث تحميلات الموقع فكر وثقافة وإيديولوجيا

كتاب أنا والقرآن سورة آل عمران – جاسم سلطان

2022-07-11

إن متعة الارتحال مع القرآن متعة لا تعدلها متعة، فمع كل نقلة ينهي استفزاز الذهن لاكتشاف المعنى والعلاقات، فهناك طول الوقت مايستثير السؤال، وهنالك باستمرار ما يفتقر إلى تفكر، والناس في البحث في القرآن يسلكون أساليب شتى. فالظاهر الآدمية عامة توضح بين المجتمع الإنساني بصور متباينة، والقرآن يمنح نماذجها اللازمة في سياق الوقائع التي أحاطت بالدين لحظة تنزله، وتلك النماذج هي التي نراعي الحفاظ على الكشف عنها في لمسات قصيرة مع كل آية، ويعيد القرآن تعمل على متابعة كميات وفيرة من المعاني في سياقات شتى من الممكن لأهميتها وربما لطرقها من زاوية مغايرة بمثابة التوجه.

في كتابنا الأضخم أنا والقرآن : مسعى وعى، التقينا بسورتين عظيمتين هما الفاتحة والبقرة.. وفي ذاك الكتاب الـ2، سنلتقي بسورة آل عمران. فهي سورة طويلة ترسم لنا سمات نشآة الديانة المسيحية وجذورها بالكيفية القرآنية ذات المواصفات المتميزة التي تركز على مشاهد لازمة تختصر بها المسافة الزمنية، حتى يراها الإنسان ويستشعرها وكأنها تحدث في مواجهته مختزلة التفاصيل المرتبطة بالزمان والمقر والأسماء بأقصى كمية ليظل الذهن مرتبطا بالموضوع نفسه فلا يتشتت. والسورة تعالج متشكلة تأليه المسيح عيسى ابن مريم وترد على حجاج الأقباط حوله لتكشف لنا حتى الآن أحدث من تصرف الانسان مع الدين الذي ينتهي بتقديس الإنس ورفعهم فوق درجة ومعيار الآدمية حتى تنبه الأمة التتمة من ذاك الطريق الخطير، فالموضع بمقدار ماهو بيان للنصارى غير أنه درس لما ينشأ للبشر في علاقاتهم، وكيف أن الناس ينقلون من التقييم إلى التقديس ويختفي الحد الفاصل بين الإنسان وبين المقدس