رواية يخبئ في جيبه قصيدة

2023-04-08

رواية يخبئ في جيبه قصيدة بمقدار هيمنة خاصية أدب السجون على قصة «يخبئ في جيبه قصيدة»، فإن طابَع أخرى تنحاز نحوها الكاتبة منجية إبراهيم هي الصفة المُؤلِّفة لدفقات الوجع، والفراغ السيكولوجي للكائن الواحد، وما تفرزه في التوجه من إشراقات نثرية ولحظات استبطان وجداني. قصدت به الكاتبة إلى تقرير ذاكرة السجن، وتشخيص العزلة عن المشترك الآدمي، ورسم معالم خسارة جميع الأشياء؛ الحرية، والكرامة، والأهل والأصدقاء،..

لتمثل نوعاً من كتابة سردية ممتدة عاطفياً ومتصلة بما هو مشترك مع الآخرين، وتفعل هذا الكاتبة على يد مراقبة سيرة سجن استثنائي، تعكس نوعاً من هذه الرابطة الملتبسة بين رجال السلطة والفضائيات والمواقع والصحف، في الوطن العربي بما فيها مصادرة حرية الإقتراح وحجب أعلن نمازج الفساد، إذ تجسد “أمنية العربي” شريحة الإعلاميين المنقبين عن الحقيقة في القصة، تمَكّنت على يد تحري أجرته، فضح وتقرير جرائم ما يشبه المافيا لعدد من نمازج السلطة والبيزنيس من وما يقومون به من ممارسات تبلغ إلى حاجزّ الاختطاف والقتل، والسرقات، وغسيل الثروات وتهريب المواد المخدرة والإتجار بالأعضاء الآدمية.. وبالأطعمة منتهية الصلاحية، والعقاقير الفاسدة، وسرقة ونهب مقدرات الوطن.. وبصرف النظر عن التوفيق الذي حققته وتصفيق الجميع لها.. إلّا أن مصيرها سوف يكون الاعتقال والسجن. ومن ثم تكون الكاتبة قد لامست واحداً من مثلّث المحرمات العربي التي يتهيّب كثيرون الاقتراب منها بخطاب روائي جريء يكسر ثقافة السكون ويشكل نوعاً من الاقتحام لعالم الإتلاف الذي يعيشه الإنسان العربي اليوم. من أجواء القصة نقرأ: “أكتب إليكم بقلبٍ عربي مجبول بعزمِ امرؤ القيس، معجون بشقاءِ بن شداد، مخبوزٍ بكبرياء المتنّبي، مفجوعٍ كشِعرِ الخنساءُ، موجوعٍ كحزنِ والدي فراس..

أكتبُ لأخبركم أنني سأتنازل عن باقي ما توجد من عروبتي حتى بيان أحدث، أتنازل عنها للفقراء والمساكين، لعابري السبيل والمؤلفة قلوبهم والغارمين..! أكتب إليكم يا رِجال القبيلة وأنا ألعنُ شوَاربَكم التي حَلَقَتْها شفراتُ “جيليت” وألعنُ أرْجلَ خُيولكم التي تعثّرتْ بأثواب هيلاري وكونداليزا وميركل وآشتون وتسيبي ليعدم، ألعنُ نخوتكم التي ضيعتموها بنظير سراويل “جورج أرماني”، وعطور “بوص”، وبدلات كالفن كلاين.