رواية وزارة الحقيقة سيرة رواية 1984 لجورج أورويل – دوريان لينسكي

2022-12-28

ضريبة الشعبية الضخمة لأيِّ فنان هي ضمان أن يُساء فهمه. يدري الناس ظاهريًا عن قصة «1000 وتسعمئة وأربعة وثمانون» أكثر ممَّا يعرفونها فعليا. ذلك الكتاب مسعى لاسترجاع عدد محدود من التوازن من خلال بيّن سادَّا تدور عنه حكاية أورويل حقًّا، وأوضاع كتابتها، وكيف غيَّرت العالم -على دومين 70 السنة الفائتة- عقب خروج مؤلِّفها. من غير شك لا يتحدد ويتوقف معنى أيِّ عملٍ فني على غايات مُبدعه، بل في حالتنا تلك، تستحقُّ غايات أورويل -التي عديدًا ما شُوِّهت وأُهملت- المراجعة، إذا ما أردنا أن يُأدرك الكتاب بكونه كتابًا، لا مجرَّد أصل مفيد لا ينضب للإحالات الشعبية الساخرة.
إنه عملٌ فني وأداة لإدراك العالم على حاجزٍّ سواء تلك حيثًا قصَّة كتاب «1000 وتسعمئة وأربعة وثمانون». لقد كُتبت سيرٌ غفيرة لچورچ أورويل، وعدد محدود من الأبحاث الأكاديمية عن التوجه الفكري لكتابه، بل لم تُشد تجربة من قبل لدمج الأمرين في سردٍ شخص، مع تجربة استطلاع صيرورة الكتاب أيضًا. أنا معني بحياة أورويل لأنها في المقام الأوَّل أداة لإلقاء الضوء على المحاولات ووجهات نظر التي غذَّت كابوسه الشخصي ذلك، الذي دمَّر فيه على نحو تنظيمي كل ما كان يقدِّره: الصدق والنزاهة والعدالة والذاكرة والتاريخ والشفافية والخصوصية والفطرة الصحيحة والتعقُّل وإنجلترا والحب.
سأتقفَّى أثر أورويل عبر شن لندن وقوَّات الحرس الوطني ومصلحة الإذاعة الإنجليزية ولندن الثقافية وأوروبا المنهكة عقب المعركة، وصولًا إلى جزيرة چورا إذ كتب حكايته أخيرًا، بغية أهدم الأسطورة التي تقول إن «1000 وتسعمئة وأربعة وثمانون» كانت نحيبًا طويلًا سبَّبه اليأس، تم إصداره من رجلٍ وحيد يحتضر غير باستطاعته أن مؤتمر المستقبل. أود أن ألفت الحذر إلى ما كان يفكِّر فيه حقًّا، وكيف تأتَّى له ذاك التفكير.