رواية ملك المور – عمر الأنصاري

2022-12-31

إنّ ابن أخينا قد وثبَ على المسألة دوننا متهدِّداً الرعيّة التي تعصيه بالفتك، بعدما أصاب في ذاك دماء بريئة. خسر بلغنا من ثقاتنا أنّه يقضي بالبلاد والعباد إلى سيرة كالتي غادر فوقها ولاة الأندلس وذهَبَت بريح الإسلام من بلادهم. وإناّ حيث نكتب إليكم اليوم، فإنّا راغبون في أن تُطلعوا السلطان المعظّم على رغبتنا التي تعرفونها، القاضية بأن يرجع المغرب إلينا لقَطْع دابر أهل الصليب الذين احتلّوا شواطئه ويحتسبّون العدّة للقفز فوق منه، مثلما فعلوا بالأندلس.

على ألّا يَعتبر الخليفة المعظّم ذاك وعداً له في أن نصبح ولاة له على البلاد، ولا حتّى نحمل الأئمة في الصلاة له على المنابر. ليتَ شعري أيها الصديق يدري السلطان أنّ المسألة ليس بِيَدِ مَن يقضي المغرب، فتلك والله رغبة الناس في تلك البلاد منذ إدريس الأكبر، في ألّا يحكمهم غير آل منزل رسول الله الذين هم مَجلَبَة البركة لهم. ولتعرفون حقّ اليقين أنّ شريفاً لم يأتِ إلى المغرب ويطلب المُلك، إلا أن إنّ المَغاربة مَن يجيء بهم إذا ما أحسّوا بزوال النعمة وانحسار البركة عنهم