رواية مغامرات أليس في بلاد العجائب – لويس كارول

2023-01-11

رواية مغامرات أليس في بلاد العجائب – لويس كارول كان «لويس كارول» مُعجباً بمقاربة الأبناء الناشئين البريئة وغير المتحيزة للعالم الذي يعيشون فيه. وقد أراد أن يُظهِرَ للقارئ في «أليس في بلاد العجائب» إتجاه نظرهم في عالم الكبار المُتَضمِّن قوانين وآداباً اجتماعية يتقيد البالغون بها، علاوة عن النرجسية الذاتية والأعراف السيئة التي يتبنونها في سلوكياتهم اليومية، وأراد ايضاًًً أن يُمثل خير تمثيل صراع الناشئين للاستمرار في عالم الكبار المُضطرب، الذي بهدف أن يُهضَم في عقولهم، اضطُرّت «أليس» أن تتنازل عن الانفتاح الذي يُعَدّ من الميزات الشخصية في الأبناء الناشئين.
وكما هو واضح، فإن الكبار يفتقرون إلى القوانين في حياتهم، وهم يسيرون وفقها بلا أن يفكروا بجدوى التقيد بها، فتدفعهم طاعتهم العمياء إلى تبني سلوكيات غير مفهومة واعتباطية من حين لآخر، وقد امتحنت «أليس» هذا في بلاد العجائب.
فهي حينما تلج إليها، تجابه كيفية عيش وتفكير متباينة عما كانت معتادة فوق منه في مُحيطها. فثمة دوقة تنشد أن تجد المنطق في جميع الأشياء، ومحاكمات ظالمة بحق قوم لم يقترفوا إثماً. تَعَلمَتْ «أليس» من رحلتها أن تفهم عالم الكبار إلى حاجزّ ما. حقيقة الموضوع، كانت البنت الضئيلة تجرب فترة النضج، ويُستَدَل على ذاك من التغييرات الجسدية التي مرت بها مراراً في الرواية. كانت تكبر وتتقلص طول الوقت، وفي مختلف مرة تزيد من سلة معرفتها شيئاً جديداً. لقد فَهِمَتْ أن قاطنين بلاد العجائب «غاضبون طول الوقتً»، وأن أعلاها أن تتواكب مع النُّظُم الغريبة والأمزجة الُمتَبَدِّلة، وتمكنت مع مرور الدهر من مصلحة الظرف بالمظهر الأفضل، فتجرأت أن تصف تعليمات «ملكة الكُبّة» أنها بحت هراء، ومنعت تأدية أحكام الإعدام. صحيح أنها واجهت شكوكاً في هويتها وقتما كانت تكبر وتنكمش، وتجلى ذلك ملياً في سؤال «اليرقة» التي كانت جالسة على سطح حبة الفطر؛ «من تكونين؟» فارتبكت «أليس» وقتها، وخانتها إستطاعتها على العثور على رد مقنع حتى الآن التغيرات الجسدية المتتالية في ذاك الفجر، لكنها أدركت في التتمة أن المخلوقات التي صادفتها -وإن تكبد بعضها من عدم استقرار في الهوية مثل الغلام الذي تبدل إلى خنزير-ليست في الواقع إلا عدد من أوراق الكوتشينة، فاستيقظت في الحال من حُلمها لتجد ذاتها في عالمها الحقيقي.