رواية مرآة الخاسر – شكري المبخوت

2023-01-01

التفت عبد الناصر. لمح في المرآة المؤتمر زليخة من قفاها. انتفض من الكرسيّ قائلًا في تعجٌّب:
– “أية صدفة، الشعر المجعد الذهبي، الغمازتان الرائعتان، الشفة المكتنزة، الحاجبان المقوّسان.. لا أكاد أصدق.. عفوًا.. لا أقصد شيئًا”

رأت في عينيه التماعة غريبة. أحست بارتعاش في الموضع ذاته.. رعشة جعلت زغب جسدها ينتفق. أحست بتخدير.. وضع عام من الانتشاء منذ أن تنفيذ في وصفها. أحست ذاتها مدفوعة إليه صرفًا. نسيت الطب وأخلاقيته والأسنان والعيادة. استحالت بدنًا متقدّا. شعرت بالحرارة تصعد في جسدها. ذهبت بشكل سريع إلى حجرتها ونزعت التي شيرت بقيت في الميدعة البيضاء تحتها الحصّارة. زرّت الميدعة بشكل سريع ورجعت إلى حجرة التحليل. أغمض عينيه ليسرح بخياله في وجهها وفي الصورة التي استحضرها مقارنًا موازنًا مقربا مبعّدًا. جميع الأشياء متناظر. مدهش.

أحسّ بأنفاسها حرّى تنساب من أسفل العصابة الخضراء التي تغطي بها فمها. تأخرت خطوات وتنفست بشدة. استدار إلى الأيمن. وحط ذراعه فوق عينيه محتميًا وتنفّست بشدة. استدار إلى الأيمن. وحط ذراعه فوق عينيه محتميًا من الضوء الشديد المنهمر على وجهه. رأى المسار المرمري العميق بين ثديين متفلّكين تبرز الحصّارة الجزء الأعلى منهما.