رواية كونار – هند سيف البار

2022-07-01

في “كونار” تحكي هند سيف البار رواية جني مُشاغب، يحبسه ملك الجنّ في فانوس، ثم ينفيه إلى عالم الإنس. تمسح (رقية) الشابة الفانوس؛ بل عوضاً عن ظهور العملاق مُأحرز الطموحات يتجلى الجني كونار، ويُجبرها على إمضاء عَقد ينصّ على عملها كخادمة في قصره لعام كاملة، تنبأ (رقية) الاتفاق المكتوب وفي هذه اللحظة تتبدل وجودها في الدنيا على الإطلاقً، لأن الجني اصطحبها بصحبته ليعبرا الحاجز الذي يفصل بين عالميهما- عالم الإنس وعالم الجن- وهنالك تتعرض (رقية) للكثير من الجهود وتقع في الحب وتقيم لحظات فرحانة وأخرى حزينة.

-تلك الوقائع تُدخلها الكاتبة في نسيج روائي تشكل الغموض والأساطير قليل من مركباته، وهو واقع غارق في الشعبية والغرائبية، يحيل إلى عالم مرجعي ما قبل حداثي، يفيد من الإرث الثقافي السردي العربي في قصصه الشعبي حين يطغى التخييل الغرائبي وتتناسل الوقائع بعضها من قليل من، وحيث نحن تجاه قصة عربية واقعية سحرية، مشغولة بلغة سردية تتدفق على رسلها، أما الحديث فيها فهو متفاوت الكميات، يتنوع بين الجملة الواحدة للشخصية الواحدة وما يقارب الصفحة في بعض الأحيانً، وقد تؤنسن الموضع وتجعله ملائماً للحكاية، تلك الخلطة الغريبة العجيبة هي التي يعطي القصة اختلافها عن السائد الروائي، ولعل الأكثر أهمية في مختلف طرح فني هو كيف نقول القصة لا ما هو واقع بالفعلً وهو الذي نجحت هند سيف البار في إيصاله إلى القارئ على صعوبة تلك المأمورية.