رواية قصة سان ميشيل – إكسل مونتي

2022-04-23

إن ذلك الكتاب هو أعمق آثار دوستويفسكي، إذا لم يكن أكملها كليا من جهة الطراز.
ألكسندر سولوفييف

في ذاك المجهود لن يجد القارئ قصّة يستكمل أحداثها، إلا أن هو أكثر قربا حتّى يكون كتابًا أراد منه دوستويفسكي أن يعبّر عن آراء ونظرة إلى الحياة عن طريق شخصية سلبيّة لإنسان يمتلئ فؤاده بالمرار والاحتقار للناس ولنفسه.

لقد قيل عن تلك الحكاية إنها جهدّر عن تيار تشاؤمي عرفه القرن الـ9 عشر من أهم أعلامه نيتشه وكيركجارد وشوبنهاور، فنرى البطل يهاجم نظريات الأخلاق والفائدة والمنفعة والنظريات الوضعيّة والنقدية التي راجت في هذا الدهر.

لقد كتب دوستويفسكي تلك القصة على قسمين، القسم الأكبر منها ليس سوى نمطًا من عصري الانسان مع ذاته، أو هو نمط من الاعتراف، فيقول: أنا رجلٌ سقيم.. إنسان ماكر وكريه… لست أملك شيئًا الأمر الذي يجذب ويفتن. وفي ذاك القسم يغلب الجهة الفكري الفلسفي. فهو يرفض النهوض حتى في مواجهة جدار العلم، فيرفض رضى أن 2×2=4، فيقول: فيمَ تعنيني قوانين الطبيعة والرياضيات إذا كانت تلك القوانين لا ترضيني ولا تعجبني؟ إنني أرفض أن أُذلَّ في مواجهة ذاك الحاجز.

أما في القسم الـ2، فنراه يدخل إلى عالم الأدب والشعر على يد تعليقات على عدد محدود من الممارسات، وعلى عالم الأحداث بواسطة نظرته لمجتمعه، وعن طريق رابطة مع بائعة هوى تتصور واهمة أنه سيخلّصها من التردّي الذي ينتظرها.