رواية قارئة القطار – إبراهيم فرغلي

2021-05-24

رواية قارئة القطار – إبراهيم فرغلي

سفرية الواقع في “الدرجة الأولى” للخيال فتشتُ في جيوبي بحثًا عن التذكرة، بينما ألحَّ سؤالٌ مباغت لم أُحر له إجابة: إلى أين

يسير ذلك القطار؟ فتحتُ الحقيبة وأخذتُ أعبث بما فيها، وبدا لي أنني نسيتها في المقهى. مسحتُ العرق على جبهتي بظهر

كفي، وابتسمتُ لفكرة أنني أضعتُ نفسي في قطارٍ لا أعلم وجهته”. في قصته الأحدث “قارئة القطار”، يمنح “إبراهيم فرغلي”

رواية قارئة القطار – إبراهيم فرغلي

قصة شديدة التهييج والتشويق والشاعرية وفي نفس الوقت. يهرع البطل للّحاق بقطاره، قبل أن يخسر الذاكرة، ليكتشف أنه قد

أضاع وِجهته ولم يحتسب يعلم إلى أين ينبغي أن يبلغ ولا في أي محطة يلزم أن يطلع. في ذات الوقت، يفاجأ أن القطار الذي

استقله خالٍ كلياً من الركاب، كأنه صار المغترب الأوحد في عالمٍ خسر مغادريه، قبل أن يعثر على شريكةٍ وحيدة في السفرية:

امرأة مبهمة آخذة في قراءة كتاب غريب، تُخبره أنها تقرأه بغية لا يتوقف القطار. في قمة يأسه واستغرابه تبدأ “قارئة القطار” بسرد

ما تخبره أنها حكايته الشخصية التي نسيها، ليجد ذاته شاهداً على تغريبة الجنوبي للشمال، بطلها فتى مضى مقبرة حياً، ليبدأ

رواية قارئة القطار – إبراهيم فرغلي

سفرية هرباً من ماضيه.. فما الذي يمزج بين هذين المسارين الغريبين المتباعدين؟ تلك الحكاية المشوقة المثيرة للأسئلة تجيب

ببراعة. يجمع إبراهيم فرغلي في تلك الحكاية بين أدبيات “قصة الطريق” إذ تتحقق الوقائع بأكملها عن طريق سفرية أفقية، وبين

التأمل العميق للأفكار والهواجس، ويخلط ببراعة بين مستويين، أحدهما واقعي والآخر حُلمي يجعلنا عالقين في مسافةٍ ضائعة، شديدة الالتباس، بين ما نظنه الواقع وما نتصور أنه التهيؤات.