قريبا
أخر الأخبار

رواية ظلال على النافذة – غائب طعمة فرمان

رواية ظلال على النافذة – غائب طعمة فرمان تأفف العم عبد الشخص ، ومدّ يده وأكل علبة السيكائر من على الأرض ، وأشعل سيكارة ، وملأ صدره بدخانها الناشف ، تنحنح ونظف صدره ، وأحس بأنه ينفث مع الدخان هماً ملبدا في صدره ، وسُمّاً كان يسري في روحه ، حتى أحسّ براحة خاطفة ، حينما قلل الثقل الذي يجثم فوقه ، ولم يحضر عن الدنيا وهمومها في لحظة من السهوم وعدم التذكر ، فتصور أن حسيبة لا تزال في المنزل لم تغادره ، وأن ذاك محض وهم ، وسوء إعتقاد ، مثلما امتلأ مهجته منها في الأسابيع القليلة السابقة من رعونة وعدم اكتراث وتجاهل للمصيبة التي هي فيها . . . أو من المحتمل خرجت بالفعلً ، وقد رجعت هذه اللحظة ، ووقعت على رأس عمتها لثماً وتقبيلاً ، مبللة إياه بدموع الندم والحسرة ، قائلة : ” عمة ! كنت متضايقة فخرجت أشم الرياح وتهت في الممرات . بغداد القديمة تهدمت ، ولم يبق منها غير خرائب ، وبغداد الحديثة شوارع يتيه فيها الناس ، وداخ رأسي ، وشعرت وكأنني في ولاية أخرى ” . وللحظة يصدق عبد الفرد بذلك الهاجس ، ويعطيها العذر .
صحيح ! يقول لنفسه . بغداد العتيقة أصبحت منخلاً ، خرائب بابل . وأنا ، في ذلك السن أحس في بعض الأحيانً بأن رأسي يدور مثل البروانة ! ! ويتخذ تفكير عبد الفرد مساراً أجدد ، لعلها حنت إلى منزلها الأثري فعلاً . كم مرة حنّ هو الآخر إلى منزله الأثري ، المنزل الذي تربى فيه ، وتزوج ، وأنجب ، وغرس سني حياته في أرضه المتربة . على الرغم من إنه يحكم سحابة نهاره بحي لا يتفاوت شخطة واحدة عن حبه السالف . فكيف هي ما لم تغادر مرة واحدة طوال ثلاثة سنوات ؟ ثم يرجع فيقول لنفسه : غير أن إلى أي شيء نحن ؟ إلى خرابة ؟ حتى الخرابة من الممكن أن تحن إليها ، إذا تركت عزيزاً فيها . غير أن أي عزيز تركت حسيبة ؟ تركت . . . تركت عمتها . . أو هذه التي تسميها عمة . جميع الأشياء محتمل في تلك الدنيا ، من الممكن رغرغت روحها في أعقاب تلك السنوات الطويلة, ركبها الشوق إلى وجودها في الدنيا الأولى كما يعلو جني انسانا ، وخرجت لشمة هوا . كل إنسان تتخطى فيه أوقات يرغب أن يتنازل فيها عن جميع الأشياء ، يهجر جميع الأشياء ، يهرب حتى من جلده ، ليبقى هو وذاته وجهاً لوجه . خرجت حسيبة من منزل سادّها ، وعبرت الشارع المقابل للمنزل، وسارت في شارع متاخم. ودمدمت مع ذاتها ، وأخذتها العرامة والضيق او تنفست رائحة زمان ، ونسيت المنزل والزوج, العم والعمة, وذاتها أيضاً, تاهت في شوارع بغداد, كل شارع بإظهار النهر.

رواية ظلال على النافذة – غائب طعمة فرمان
رواية ظلال على النافذة – غائب طعمة فرمان

روايات عربية  – روايات عالمية مترجمة – كتب عالمية مترجمة – تحميل كتب الاكترونية 

لذا قدمنا هذا الموقع لمن لا يكتفى بحياة واحدة وعقل واحد وقلب واحد وفكر واحد ولا أحد ينكر أن هناك صعوبات كثيرة

للحصول على الكتاب الورقى فى أماكن كثيرة من الوطن العربى ..

سواء من ارتفاع اسعار الكتب من جهة

او عدم توافرها فى بعض المناطق من جهة اخرى

لذا كان الكتاب الالكترونى هو الحل الأمثل للجميع

ورغم كل ذلك فاننا حريصين على أن يكون نشرنا للإبداع عن رضا تام للكاتب ..

لذا ايمانا منا بحق اى كاتب فى تقرير مصير ابداعه وحرصا على الملكية الفكرية ..

فسوف نقوم بحذف اى كتاب يراسلنا كاتبه اذا كان لا يريد ان يستفيد من كتابه ملايين القراء

وسوف نقوم بحذفه خلال 24 ساعة .

ولتحميل المزيد من الروايات والكتب الحصرية الاطلاع علي تصنيف الاحدث على الموقع اضغط هنا

ولتحميل المزيد من الروايات والكتب الحصرية انضم الى جروب بستان الكتب بطعم الكتب اضغط هنا

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع بستان الكتب

حاليا بالمكتبات وغير متوفر الكترونيا

لمناقشة الكتاب فى جروب بستان الكتب اضغط هنا

للإبلاغ عن رابط لا يعمل اضغط هنا

كتب من نفس القسم

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock