رواية ساعي البريد يدق الباب دوما مرتين – جيمس مولاهان كين

2022-10-28

كنت في اليومَين اللاحقَين ميّتًا من العبء، بلّ اليونانيّ كان منزعجًا مني، فتدبّرتُ أمري. كان غاضبًا لأنني لم أصلح باب الزنبرك الذي يفصل بين المطبخ وغرفة القوت. أفادتْ له إنّ الباب ارتدّ إليها وصفعَها على فمها. كان لا بدّ أن تقول له شيئًا يفسّر انتفاخ فمها بعدما عضضتُها. لهذا صرح إنّ الذنب ذنبي لأنّي لم أصلح الباب. أكدتُ الزنبرك فأصبحتْ دَفعةُ الباب أضعف، وانحلّت المتشكلة. إلا أنّ العلة الحقيقي خلف غضبه منّي كان اللافتة. ولقد أعجبتْه الفكرة إلى حاجزّ الرهبة من أنّني سأنسبها إلى نفسي.

كانت لافتةً عظيمة لم يتمكنوا من الانتهاء منها في اليوم ذاته، ولم تجهز سوى عقب ثلاثة أيام فذهبتُ إليهم وأحضرتُها وعلّقتُها. كانت تتضمن على كلّ ما رسَمَه في الورقة، إضافة إلى ذلك شيئَين أجددَين. كان بها درايةٌ يونانيّ وعلمٌ أميركيّ، ويدان تتصافحان، وبند «رضاؤكم أكيد».

واللافتةُ كلّها كانت بأضواء النيون الحُمر والبِيض والزُّرق، فانتظرتُ حتى إجابات الظلام لِكَي أشغّلها. وما إن شغّلتُها حتى أضاءت مثل شجرة عيد الميلاد. «شاهدت لافتات عديدة في دنياي، بلّي ما شاهدت مثلها. أعترف بإبداعك يا نِك». «يا سكون. يا سلم». تصافحنا. ورجعت الموضوعات إلى مجاريها.