رواية رسائل أمارجي – جمال حسين علي

2023-01-12

رواية رسائل أمارجي – جمال حسين علي أسلوب الكبس الأكبر الذي اتبعوه مع الرجل، ما يدْعونه في عرف أجهزة الأمن «الكعب الدائر».. ولقد بدأ بالمقر السرّي لوحدة عسكرية مبهمة تعرف بنادي عمل 6 – 26 الذي يدير معتقل ناما المحجوبّ المتواري عن الأبصار والواقع على سبيل ترابي في مواجهة مهبط طائرات بغداد، وهو المحطة الأولى لأغلب المحبوسين سياسيا ذوي الضرورة العالية قبل إعطائهم «الكورسات» المعتادة في سجن «أبو غريب » على حتى الآن قليل من أميال.
ذاك الفرقة الرياضية بقيمة مرتفعة من السرية.. لا واحد من يعلم قادته، ولا مكوناته، ولم تبلغ إليه أية أداة إعلامية أو حقوقية. يكمل إلباس المحبوسين سياسيا في ذلك الموضع المبهم ملابس زرقاء مع نظارات تلتصق على أعينهم وتحظر عنهم المشاهدة ويحدث تقييدهم في قاعة تحليل الأطباء.. وبعد اختتام التحليل يكمل نقلهم إلى زنزانات يصل عددها 85 زنزانة يسود مبنيين، وبعضهم يرمون في أكواخ خشبية أو أقفاص حديدية لا يمكن لهم النهوض فيها، ويبقون لأسابيع بوضع القرفصاء. ووقتما كان الانفعال يتزايد لديهم، ينفصلون عن الإلمام لدرجة إحساسهم بأنهم غير موجودين، ولعلّ تلك واحدة من الحالات التي واجهت المُعَذِّبين متى ما لا يتفرجون أيّ أثر وردة تصرف لما يقومون به في أجساد المُعَذَّبين (الذي صاروا غير موجودين).. تالياً، فالنظرة الأميركية في أنهم يحتجزون أشباحاً فيها من الواقعية قليل من النصيب.. فهؤلاء المعتقلون تحوّلوا خلال فترة سلسلة متصّلة من التنكيل، إلى أشباح فعليا. أما المعتقلون ذوو الضرورة العالية كالرجل، خسر وضعوا في الحجرات السمراء ذات الخطافات المدلاة من السقف كرسائل تخويف وترويع، يكمل بعدها اختلاق الضوضاء والصخب لتدمير أعصابهم ليجبروهم على ارتداء قلنسوات زيتونية اللون ثقيلة خارج زنازينهم.. ليتسلّى الحرّاس باللهو بهم ككرات لعب، وهم غرض في الحماس والإثارة أثناء وحط رهانات على لعبتهم الآدمية تلك.