رواية حضورك ملء الغياب – عمر سيفينتش جور

2023-01-26

رواية حضورك ملء الغياب – عمر سيفينتش جور ذاك الدّفترُ برقيةٌ طويلةٌ كُتِبَت إليكِ. ما تَبقّى من دنياي هو عُمرٌ أقمتُهُ بلاِكِ. قد يظهر لكِ ما ورد فيها تجلّيًا لحالة روحية مرضية، ومع ذاك، لابدّ لك من قراءتها لأنها ذكرى عُمرٍ قطنتُهُ مع طيفِكِ.
تُرى من أكون؟ قد أكونُ بالنّسبة إليكِ ذكرى باهتة، أو من الممكن ظِلًّا مَنسِيًّا، أو على الأرجح عَدَمًا.
ولكي أجعلَكِ تتذكّرين؛ عليّ أن أُنعِشَ ذاكرتك، أن أُحاجزّثك عن ربيع عُمرِنا.
ثمة علامةٌ خفيفةٌ في آبار الذّاكرة العميقة، فإذا ما أَثَرتُها يبقىُ احتمالٌ بأن تتذكّريني.
لقد قلتُ لك “إنّني كاتب” حينما التقينا قبل سنين، وها أنا اليوم أُعيد الجُملةَ ذاتها. أنا كاتب.
كاتبٌ يتوجَّهُ بجميعّ كلمة في مؤلَّفاته إلى فردٍ شخصٍ ليس إلا. إليكِ أنتِ!
كلُّ ما كتبت، كتبتُه وأنا أفكر فيكِ لتقرئيه، لتُحبّيه. افترقَ سبيلُنا. بنيتِ لكِ حياةً خاصّة، حياةٌ ما كان لي فيها من مقر. حتى ما نُشِرَ لي من كتب، ما استطعتُ أن أرسِلَهُ إليكِ. فكّرتُ في أن أفعل، تخيّلتُ هذا، لكنني ما استطعت.
كنتُ سآتي إليكِ، كنتِ لِتَقرئي كُتُبي، كنتِ لتعتبريني كاتبًا بعدئذٍ. كنّا لنلتَقِيَ ربّما، لنتبادلَ أطرافَ المحادثةِ بين الفينةِ والأُخرى.
لم يحدُث أيٌّ من ذاك. لم أملك ما يكفي من الشجاعة، خشيتُ أن تسخَروي منّي.
ها هي كُتُبي اليوم تُنشرُ في الواجهات، أذهبُ في أيامٍ مُحاجزّدة بهدف التّوقيع، ها أنا أُعرف، ها أنا أشتَهر.