رواية جشمهايش – بزرك علوي

2022-07-20

رواية چشمهایش”عيناها” للروائي الإيراني المعاصر برزك علوي، متمثلة في ترسيم ملاحظات بخصوص المرأة الرومانسية، إذ ينظر علوي إلى المرأة نظرة عشق وهيام، ونلمح في أكثر أعماله القصصية وجود إناث يفضن بالعاطفة الجياشة ويكتسين سمة الملائكة الذين يحيطون الوجود حولهن بهالة من السعادة والتطريب.فالبطلة فرنكيس في قصة “عيناها” على الرغم من أنها تنتمي إلى عائلة ثرية من علية الأناس لكنها توجد مثل شمعة تدور بشأن وجود الأستاذ ماكان، ترغب خطف ذاك النجم التشكيلي والرجل السياسي العبوس واللامبالي لنفسها متوسلة في هذا بالسلطة والمال فتذهب إليه بغاية تعلم الفن التشكيلي.
وعلى الرغم أنها غنية وعاشت فترة معية بمدينة باريس، سوى أنها لم تكن ناجحة في الحياة والفن، وحالياً هي في طهران حائرة وتائهة، وجود “ماكان” في عمرها يجعل منها حياة نافعة ذات معنى، يتغير حبها للرسم إلى ولهها بالأستاذ “ماكان”، فتعقد العزم، في الطليعة، على ترحيل الأستاذ عن خط نار السياسة، بيد أنها حين تجده جمهورية مصر العربيةّاً على المضي قدماً في سبيل قوى معارضة الاستبداد، تستسلم لإرادة الأستاذ وتدخل رفقته إلى مجال النضال.
قصة چشمهایش موضوع متكامل بنهاية فاخرة وهندسة معمارية منزلة عبر متواليات متواصلة، قصة سليلة الحياة كما هو الحب والسياسة، تلبس لبوساً أنثوياً آتياً إلينا من عالم أخر، من ثقافة فارسية شرقية غنية. قصة سالبة تأخذك إلى إيران بمدنه وأزقته وطبقاته وأذواقه، وتسحبك منه إلى عواصم غربية يمتجن فيها إلمام الأفراد، تسافر بك في جميع الاتجاهات ثم توقظك من غفوتك ورحلتك في سيرة وطن ومستقبل متباين عن متواجد حكم الشاه عبر أصوات سردية مغايرة، صوت الوكيل ناظر المدرسة، صوت فرنكيس، ماكان الرسام، أو خداداد الشاب المنتمي للفكر اليساري… إنها ذاك المقال المنغرس في العشق والتعلق ووضع الحياة على نار وأخطار السياسة. إنها المقال المتجدد الذي يستميل ليوسع دائرة قرائه الذين يكتشفون في الخاتمة المحزنة للمرأة المجهولة المعذبة الروح أنهم بما يختص حكاية لليسار السياسي الآتي من أوروبا إلى إيران في مواجهة استبداد حكم رضا الشاه