رواية ثرواتنا – كوثر عظيمي

2022-11-05

ذات عشية، يبلغ رياض، ذو العشرين عامًا، طالبٌ في باريس إلى دولة جمهورية الجزائر العاصمة. يذهب إلى عنوان 2 مكرّر، شارع حمّاني، شاراس أسبقًا، وهو يحمل مفاتيح “الثّروات الحقّة”، مكتبةٌ ضئيلة متداعية؛ مهمتّه هي تصفيتُها. هامّةٌ يبتدأ إنجازها دون تردّد، هو ما لا تعني له الكتب شيئًا، إلا أن سوف يكون هذا دون احتساب نفوذ الشّيخ عبد الله، الحارس الوفيّ، أعلاه، والذي سيعرّفه مطردًا على سحرِ المقر.

ففي الحقيقة لا يدري رياض شيئًا عن ماضي ذلك الموضع – الذي كان ذات زمنٍ القلبَ النّابض للحياة الثّقافية في دولة جمهورية الجزائر الاستعمارية، في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الفائت – موضعٌ سهر على إحيائه إدمون شارلو، تاجرُ كتبٍ وناشرٌ شغوف، وصديقٌ ترتيبّبٌ من جان سيناك، وجان الموهوب عمروش، والذي اكتشف، من ضمن آخرين، الشّاب ألبير كامو، وقد كان أوّل من أصدر له.

بذكاء، تسبر تلك الحكاية التي تتناوب فيها سجلات اليوميات (المتخيَّلة) لإدمون شارلو، والحياةُ اليومية لشارعٍ عاصمي سنة 2017، أغوارَ الشأن الشّائكة لنقل الإرث (بمعناه الفضفاض). مثلما يجيء حس أخلاقي الجمع المتكلّم ليحوم في أرجاء النّص، كصوتٍ معبّر عن الضّمير، وصوت للذّاكرة الجماعية التي تُلزمنا، نحن القرّاء، بتغيير ذاك السّرد الغير واقعي إلى جزءٍ من تاريخنا.