رواية بيت الرمان – أوسكار وايلد

2022-03-31

في سنة 1891، جمع أوسكار وايلد أربعة من حكاياته الخرافية في مجموعة واحدة بعنوان “منزل الرمان وهي مجموعته الثانية

حتى الآن “صاحب السمو الأمير المبتهج وقصص أخرى” التي أصدرت عام 1888. ومن اللافت للنظر أن أيًا من قصص المجموعة لا

صبر عنوان “منزل الرمان”، ولا تسرد عن الرمان صراحة، لكن اكتفت الروايات بالإشارة لثمار الرمان وأشجاره علامات متواضعة

فحسب. وتعتبر تلك العلامات عنصرًا رمزيًا لتوحيد النسق العام للحكايات الأربعة.وبالرغم من كونها روايات خرافية، لكن وايلد أفاد

ذات مرة أن تلك المجموعة “لم تكن موجهة لا للطفل الإنجليزي، ولا للشعب الإنجليزي”. وقد صورت صفحة العنوان في الطبعة

الأولى من الكتاب صورة بيرسيفوني وهاديس وسط بستان من شجر الرمان، في مغزى صريحة للأسطورة التي استمد منها وايلد

شكلية الرمان الذي استغله في حكاياته. وتقول الأسطورة أن هاديس (رب العالم السفلي) اختطف بيرسيفوني، ابنة زيوس

وديميتر (ربة الطبيعة والنبات لدى الإغريق). فحزنت ديميتر على فراق بِنتها؛ فأجدب العالم. حتى تم الاتفاق على رجوع ديميتر

لوالدتها. بل هاديس كان قد تزوجها، وأطعمها عدد محدود من حبات الرمان؛ بحيث يكفل عودتها له. فصارت تمُر جزءًا من العام مع

هاديس في الكوكب السفلي، وترجع لوالدتها في الربيع، حين تزدهر الحقول والأشجار.

تحميل رواية بيت الرمان – أوسكار وايلد

لهذا فمن المحتمل اعتبار روايات “منزل الرمان” تنويعة أسطورية على قصة الوقوع والخلاص، إذ يحل الرمان دكان ثمرة التفاح في القصة الدينية المتعارف أعلاها. يسقط أبطال حكايا وايلد من عالم البراءة إلى عالم من الألم والكرب. ولا يجد القزم في قصة “ذكرى ميلاد الأميرة” والصياد في قصة “صياد السمك وروحه” الخلاص سوى عن طريق الهلاك ذاته. في حين يجد الملك في رواية “الملك الشاب” الخلاص حينما يعي حقيقة العنف البدني والإيذاء، وينجو الولد الصغير في رواية “ابن النجوم” وقتما يجرب بشخصه أوجاعًا عارمة تشطب وجوده في الدنيا في سن باكر.

أقرأ أيضا