رواية باص أخضر يغادر حلب – جان دوست

2022-04-29

وفي ذاك الباص، ومن مقعده يتأمل عبود العجيلي (أبو ليلى) بالمدنيين إناث ورجالاً وأطفالاً، وهم يتقاطرون من الأحياء الشرقية ليستقلوا باصات الإخلاء وفق اتفاق النسق قوى المعارضة. وطوال تأمله حركة المشردين هذه، يتذكَّر كيف مزّقت الموقعة أسرته، من مقتل حفيدته أسفل القذف، إلى مقتل قرينته في المستشفي، ثمَّ التحاق واحد من أبنائه بالمعارضة، الذي أعاده لتذكّر ابنه الآخر، الجندي في قوات مسلحة النظام السوري الحاكم، الذي قتل خلال موقعة المخيّلقي حتفه في بيروت منتصف الثمانينيات، وثمّ لجوء ابن أجدد له إلى أوروبا، وأزمة ابنته الوحيدة ليلى قرينة الدكتور الجراح فرهاد الذي يخطفه مكونات تنظيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).وعبر روايات الصور التي تنزف ألماً، والأسرة التي تمزقت مثلما البلاد، تطفو على السطح رواية لجميع شخص من أشخاص العائلة، فليلى تفقد النطق بعدما تشاهد بأم عينيها بِنتها ميسون نصفين، بتصرف شظية من برميل متفجر، في الوقت الذي كان قرينها فرهاد الدكتور الجراح قد اختطفت من قبل مسلحي تنظيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

أما الابن الأول للعجيلي، ويسمى عبد الناصر، فكان جندياً في القوات المسلحة العربية السورية، وقتل طوال الموقعة الأهلية في لبنان، طوال إسهامه في حركة أمل في الانقضاض على مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، قبل ما يقترب من الثلاثين عاماً، فيما أن ابنه عمر انشق عن القوات المسلحة السوري والتحق بالجيش الحر في ربيع العام 2012، وانقطعت من عقب ذاك أخباره، وسط تنبؤات متعددة بشأن مصيره.

عاصم الذي ولى دبره رفقة عائلته إلى تركيا، إذ تركهم متوجهاً إلى أوروبا عبر بحر إيجة، وضع في اليونان بسلام، قبل أن تنقطع أخباره هو ايضاً، فيما شقيقهم علي ابن العجيلي، عازف البزق، فذهب إلى إذ أخواله في عفرين، وهنالك استهوته الثورة في بداياتها، لكنه تركها حين ابتعدت عن سلميتها، فحمل البزق خاصته، وهاجر، وانقطعت أخباره مثلما سابقيه.