‫رواية انعتاق‬ – ستيفن كينغ

2022-04-25

انعتاق هي الترجمة العربية لرواية الكاتب الأميركي الأكثر شعبية ستيفن كينغ والمعنونة بـ Elevation نقلها إلى العربية أوليغ عوكي. صادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون 2019.

في حكايته العصرية «انعتاق» تبرز تمكُّن الكاتب الأميركي ستيفن كينغ على المزاوجة بين القاع التمثيلي في استبطان عوالم الداء، وبلاغته التصويرية في التقاط تفاصيل الوجع الحسي والمحض، وهذا حينما يضعنا الروائي في مواجهة موقف غريبة متمثلة في فقدان بطله المبهمة للوزن. “سكوت كاري” الذي يقيم في مدينة كاستل روك في ولاية ماين والذي تركته قرينته وحيداً لم يجد بداً من إفشاء سرّه لصديقه الطبيب الخارج على المعاش “بوب أليس”، وفي حين ينشد مقاتلة الداء مع صديقه الموثق به يزاد هبوط الوزن المفاجئ لديه كل يومً فيخسر يومياً كيلو غرام من وزنه، حتى صار “سكوت كاري” بانتظار لحظة الحسم ولذا حينما فشلت كل التحليلات في توضيح منبع الداء.. هل أُصيب بإشعاعات شيء ما؟ أو تنشَّق مبيد حشرات سيء النوعية؟ أو من الممكن تكون جرثومةٌ غريبةٌ دخلت جرحاً، أو فيروساً نادراً تنشقه؟

ومع إحساس “سكوت كاري” المتنامي بأنه أمسى على حافة الحياة، وافتقاد النفع من الدواء ما زال يصر على تخبئة مرضه سوى من عدد محدود من أصدقائه المقربين ومن ضمنهم ميرا قرينة الطبيب أليس والسيدتين المتزوجتين دِيردريه وميِسي اللتين تديران مطعم في وسط البلدة في شارع كارباين، هؤلاء هم الذين عاشوا مرضه سيشهدون نهايته أو انعتاقه من عالم المادة إلى عالم الروح ..وقتما مضى بدنه الأرض صوب السماء.. عم الظلام، في موضع ما فوقهم، تابَع سْكوت كاري انعتاقه، مؤيد تحرّره من القبضة المهلكة والقاتلة لكوكب الأرض مُديراً وجهه صوب النجوم.

فهل أراد الروائي ستيفن كينغ في قصته تلك تمثّل إلمام الذات بعزلتها المتناهية وانعتاقها طوعاً خارج حواجز البدن، أم أنه يصوب خطابه بأسلوب علمية باتجاه روّاد الفضاء الذين ما يزالون يختبرون انعدام الوزن في دورانهم بشأن كوكب القمر حيث أنهم لا يتعرضون للجاذبية، وهذا حينما أورد قول العالِم “فوكنر”: “الجاذبية هي المرساة التي تشدنا إلى قبورنا”؟

وأيّاً يكن الغرض خسر شيد الروائي ستيفن كينغ في “انعتاق” متخيلاً نقيضاً في القص يتباين غيره من أفعال روائية. لهذا لا يُمكن البصر إلى ذلك الشغل سوى بما هو سعر نوعية عصرية تضاف إلى مسيرته الروائية الناجحة.