رواية الفناء الإسمنتي – إيان مكيوان

2022-05-28

حالَما سعى جاك (14 عامًا) أن يقلب نسق المنزل، فشل فشلًا ذريعًا. لقد أعدّ نُكتةً بالتواطؤ مع شقيقته لِكَي يتندّر على أبوهما

خلال أكل التغذية، أراد أن يقلب الأدوار ولو لحظة. لكنه فشل. لم يضحك واحد من. وليست تلك هي الرابطة الوحيدة غير المتكافئة

بين جاك ومُحيطه، لكن إنّه يقف على مسافةٍ من أمّه أيضًا وإخوته، والمدرسة، والحيّ، فبات يحس أنّه وحيد ومُهمَل.

يتوفى الوالد أوّلًا، ثم الأم، فيغدو الأطفال الأربعة وحدهم في بيتٍ ممتد شبيه بالقِلاع القديمة، ينتصب وحيدًا في حَيٍّ هُدمَت

أكثرية منازله لأجل صالح تشييد أبراج سكنيّة وشَقّ شوارع عصرية. متحرّرين من الرصد وأوامر الأمْر والنّهي، يمكنهم القيام بما

يشاؤون، ما دام أبقوا على السّرّ المخبّأ في البيت سرًّا: لقد مزجوا كميّة هائلة من الإسمنت الذي جاء به أبوهم لتصليح الحديقة،

ودفنوا به أمّهم في القبو. سفرية من الانقلابات السيكولوجيّة المُتعبة، يخوضها المؤلّف، ناقشًا بدأب تفاصيل الطفولة والمراهقة،

كاشفًا سادّا يتناساه الكبار أثناء الزمن، أو ينكرونه. من الأماني المُحرّمة إلى الألعاب التي يقف لها شعر الرّأس، يبني قصة ممتعة

بطريقتها الغريبة لبلوغ المسكوت عنه بأسلوبٍ عجائبيّ، يخلق مكّيوان فضاءً من المراهقين الذين بلغوا هذه النقطة من البلوغ

التي يتوقون إليها، حين تُحيط بالأمور المتواضعّة هالة مبهمة، وإذ يغدو العجائبيّ مقرًا مفتوحًا لالتقاء الجميع Sunday Times كتاب

صادم، مشحون بأفكار مريضة منفّرة، وهي الدافع في أنّ قراءته لا يُمكن مقاومتها.New York Review of Books إنّ سردَه دَقيق، حيّ، ساخر، ومُبهج للحواس… يُقلِق القارئ بمجردًا” The Times