رواية الغربة الثانية – سعاد المعجل وعبد الله حمد المعجل

2023-01-11

رواية الغربة الثانية – سعاد المعجل وعبد الله حمد المعجل – أحسست بقلبي يكاد يفر من صدري وأنا أتابع خطوات الأم على

الدرج في سبيلها إلى الصالون إذ جلسنا!! لقد كانت سارة, أم نعيمة, لعوب القرية ودميتها, لها حُسن أخاذ سلط أعلاها أبصار

الرجال وألسن الإناث في قريتنا!! كنا وقتها أطفالاً تلتقط آذاننا عدد محدود من الهمس الذي يبوح به الكبار في مجالسهم. كان

القلائل يقومه باتهام سارة بأنها مومس أثرياء القرية, إلا أن أحداً لم يجزم بحقيقة ذاك، مثلما أن أحداً لم يشهد فوق منه. من

الممكن أن يكون من عوامل هذا الهمس حولها أنها قد اخترقت قوانين القرية وأعرافها!! فسارة تقيم وحدها, في حين يجهل أهل القرية مصدر أب بِنتها نعيمة وفصله!!

على أن أتى هذا اليوم الذي أفاقت فيه القرية على ذائعة مضمونة تلك المرة!! أفاقت على نبأ هروب سارة وبِنتها نعيمة التي لم

تجتاز العاشرة آنذاك مع مدرّس القرية الأستاذ زياد. ومنذ ذاك اليوم انقطعت أخبارهم ولم يسمع واحد من شيئاً, لا عن سارة ولا عن بِنتها نعيمة ولا عن الأستاذ زياد.