رواية الشوشارية – ألبرتو مورافيا

2022-10-28

ولنبدأ بإيجاز بقصّ الوقائع الشخصيّة التي أدّت إلى كتابة قصة «الشوشاريّة». يلزم أن نبدأ هنا بيوم 8 سبتمبر 1943، بيوم صعب على إيطاليا وعلى المؤلّف: «ذات غداة في أعقاب 8 سبتمبر صرح لي واحد هنغاريّ كان يترأّس علاقة الكتابة الصحفية الغربيّة فلتعلم أنّك في لائحة الشخصيات المبتغى اعتقالهم» (من مورافيا إلى إينزو سيشيليانو ص 56). لديها أعلى سرعة مورافيا ليسافر مع قرينته إيلسا مورانتِه من روما، وتوجّها باتجاه نابولي، على أمل أن يعبرا الجبهة.

إلا أنّ القطار توقّف قرب فوندي، فعزم الزوجان على الذهاب إلى المناطق الجبلية الشوشاريّة تجنّباً للقصف وشِباك الاعتقالات، وهنالك عاشا لـ 8 أشهر في كوخ في نواحي سانت آغاتا (وهي سانت يوفيميا في القصة) برفقة لاجئين آخرين. ولم «يتحرّرا» إلّا في خاتمة أيّار 1944 وقتما تمكّنا في النهايةً من البلوغ إلى نابولي، ثمّ إلى العاصمة روما بعدما تحررت في يونيو. تركت تلك الأشهر الثمانية التي قضياها بين الشجيرات أثراً لا يمّحى في نفس مورافيا، وقد أفاد في أعقاب مرور عدّة سنين إنّ حاجزَثيْن عملا على تحويل وجوده في الدنيا بصورة جلية: سلّ العظام الذي أصابه وهو في التاسعة من وجوده في الدنيا ثمّ المعركة. عاش زمانها في كوخ عند فلّاح اسمه دافيده ماروكّو (باريده في القصة) وتحدث إنّه لم يعتبر يفكّر إلّا في العيش كيفما اتّفق، ومن ولكن يكتب شيئاً «فلم يكن عندنا لا قلم ولا حبر»، في حين نقرأ في شهادة ماروكّو أنّه كان يحكم جلّ في في حينه في الكتابة على دفاتره.

ومن يعرف إذا كانت هذه السجلات سوف تظهر يوماً ما. ومن الجائز أنّه كان يكتب ملاحظات عن قليل من الوقائع والأشخاص ووجهات نظر التي تخثّرت حتى الآن هذا في ثلاثة أشكال من الكتابة لدى رجوعه إلى روما: – كتابات سياسيّة كالتي ظهرت في كتب مثل «مذكّرات سياسيّة» و«الإنسان هدفاً». «صوب 1946» وهو كتاب عن تأكيد الثقة بمستقبل الإنسان. – كتابات سيرة ذاتيّة عن هذه المحاولة وقد ظهرت منها سلسلة من الوقائع في قصة «الشوشاريّة». وهنا صرّح المؤلّف بالذات قائلاً إنّ جوقة هذه الحكاية لا تتضمن إلّا على ثلاث أشخاص مبتكرة، هي: تشيزيرا وروزيتّا وميكيله. مثلما أنّها تساعدنا على أدرك أسلوب وكيفية عمل ذلك الروائيّ بتقنيّة اندماجيّة.