رواية أيام وكتب عام أول – أحمد الحقيل

2023-02-26

رواية أيام وكتب عام أول – أحمد الحقيل لن أنسى نظرة نورة كلما دخلت مكتبتي، ولم تكن دخلتها منذ مرحلة طويلة. وجدتني واقفا في مواجهة التلفزيون أرى رفسة إجراء تأديبي حاسمة ذات واحدة من ماتشات النصر. همت بالحديث غير أن طرف عينها التقط فجأة صف كتاب “الكافي بالوفيات” طبعة المعهد الألماني التي تأكل بنهم رفا كاملا في 33 مجلدا، كل شخص منها أضخم من قبضة يدك. حدقتْ إليها بوجوم، ثم آبت لتحدق إلي، وأنا أقف في مواجهة التلفزيون، وصوت المعلق يصرخ: “مقصد، مقصد، مقصد”، ثم سألت مشيرة بسبابتها المرتخية إلى الرف بما يشبه التمتع بمنظر غريب، وكأنها تطالع حيوانا عجيب المظهر في

تحميل رواية أيام وكتب عام أول – أحمد الحقيل

حديقة الحيوانات: “وش ذلك؟”، فقلت بحذر يمكن لها أن تستبين منه – للأسف – خجلي وقلة ثقتي في دافع هوايتي المربكة: “كتاب تراجم”، ولقدّمت رأسها وكأنها تلتقط المفردات المبهمة التي ضربت فرامل قبل أذنيها: “تراجم مين؟”، المعلّق يصرخ: “شاتها في حلق المرمى لا تصد ولا ترد، يا سلاااام”. هززت كتفي بنفس الحيطة المتراجع: “كتّاب، وأعيان، ومحدّثين”، وأضفت بما فضح إرتفاع التراجع: “وناس”. أعقب هذا لحظة سكون، ثم هزت رأسها وضحكت بينها وبين ذاتها، ولوحت بيدها وهي تستدير: “تعال بس تعشى تعال”. وخرجت.