رواية أيام تشاوشيسكو الأخيرة – باتريك ماك غينيس

2022-06-25

في تلك الحكاية يستكمل باتريك ماك غينيس المئة يوم الأخيرة من أيام حكم نيكولاي تشاوشيسكو في رومانيا ثمانينيات القرن ‏العشرين ويفعل ذاك في نطاقٍ (اجتماعي – سياسي) ووفق محدداتٍ تم تشكيلها بحسب منظومة عام/ رومانيا الشيوعية؛ ونمط ‏خاص/ بلاغ قضائي تشاوشيسكو في مواجهة الشعب. وبذهنية المفكر الواعٍ والكاتب المخضرم يعيد تأسيس هذين النسقين في سياق ‏نصه الإبداعي «أيام تشاوشيسكو الأخيرة».‏ ‎ ‎

في ذاك الشغل تداول باتريك ماك غينيس مع الموضوع الروائي وكأنه آلية للتغيرات الاجتماعية والسياسية، فيقترب في تحليله ‏من المفكرين الماركسيين وبمقاربة خاصة لأيديولوجيا الحكاية، نجد أنها أتت في سياق سياسي محدد وقيمي له شكل وجه ‏خاصة باشتراكية لينين وتروتسكي وتشاوشيسكو وهي المدة التي سوف يجري سرد أحداثها ووقائعها بصوت راوٍ عليم هو ‏بطل الحكاية المقبل من المملكة المتحدة إلى رومانيا بعدما تم اختياره لوظيفة مدرس وما هي ألا أيام ويجد ذاته في عاصمة نصفها ‏مُبغيِ، وفي جمهورية بوليسية بمعية رجلٍ ثمل، هو ليو رجل انجليزي ثبت ببوخارست قبله؛ يعطي الإنطباع أنه مخبراً للسلطة فيُقام بتكليف ‏بمقابلته ويخبره بأنه كان مقنعاً للغايةً في المحفل، وأن البرفيسور بدوره يأمل إلى مقابلته شخصياً. وأنهم يتخيلون أنهم ‏نجحوا في تكليف الواحد الموائم لتلك الحرفة… ويدرك فيما بعدً أن ما ينتظره كان أعظم وأكبر من شغل!‏ ‎ ‎

تتوالى الوقائع في الحكاية لتبدو أفراد أخرى في حياة بطل الحكاية يدخل بصحبتها في شبكة من الصلات المعقدة ‏والخطرة؛ ويرى نسيج فاعليات لم يكن له توقعها؛ مسيرات شهيرة عارمة وإضرابات تملأ البلاد واعتقالات ومجازر ‏في تيمشوار وبراسوف فبدا سمات مرأى الثورة حاسماً، أي مثلما يقول ليو: “جديداً كما هو لينين في مدفنه”… وبرفقته ‏مرأى تشاوشيسكو واقفاً على شرفة عقار اللجنة المركزية وفي فكره أنه بإمكانه أن يُعيد إحياء لحظة عظمته التي ‏عاشها قبل شخص وعشرين عاماً، أي حينما عارض سحق ربيع براغ، بل صوته إنتهاج بالخفوت بشكل متدرجً… وتفاقم ‏الصراخ في المقر وبدأ رجال الأمن بافتتاح الرصاص وبدأ الناس بالجري في مختلف الاتجاهات…

وبعد سلسلة من ‏الأحداث الدرامية والمثيرة تختتم الحكاية بمشهد دعوى قضائية تشاوشيسكو وقرينته لينتهي بإعدامهما بعدما أوقفا قرب ‏جدار، وتكفّل مسدسٌ يدوي بتعطيل ما توجد من حياة في جسديهما… وانتهى جميع الأشياء بعدما تنقلت كاميرا التلفاز ‏فوق الجثتين لتعرض الشكوى القضائية على شاشة التلفاز.