رواية أفاعي النار – جلال برجس

2022-12-23

الرواية الرابحة بجائزة كتارا للرواية العربية 2015 وأنتَ تنتقل مشيا – كمثال على هذا- صوب الطائرة مسافراً وهارباً من أساك،

تتمنى من هم في مرمى النظر، ففي كل قلب رواية. وعندما تتسلق الطائرةُ دَرَجَ الرياح، حدق بالمنازل من علوّ، ففي كل منزل

رواية. ووقتما تمتطي أكثر فأكثر، أنظر إلى المدن لتعرف إنها فصول القصة، ثم أغمض عينيك لتدرك أن الحياة رواية لم تنته حتى

الآن ذاك ما بال به “خاطر” متى ما كتب قصته، ولذا ما بال به متى ما ولقد مخطوطه الروائي في حريق مباغت، و متى ما وجد

مصادفة حكايته تُروى في شارع أسفل شجرة توت معمّرة، على لسان امرأة أدمنت سرد القصص.

امرأة تروي رواية رجل وصبية يتوقان للحياة أيا كان توق، كأنها لم تتم لهما من قبل، في عالم ما زال يسن قوانين تبتر الأجنحة

بمقص نقص وخلل لا هو بالعيب، ومحرّم لا هو بالحرام. فتبدأ الرواية من همس بكلمة، ثم تُخَط ّ المساراتَ، وتتشعب، لكنها

تتلاقى، مثلما تتلاقى رواية ” خاطر” بحكاية ” علي بن محمود القصّاد” ثم بحكاية الحكاءة ” بارعة” إذ المصائر ومآلاتها، في حياة

كانت ولا تزال تسقط فيها كل الجبهات، وتظل جبهة الحب هي الوحيدة الصامدة، بوجه كل أنواع التشدد في الرأي وأباطرته، الذين يدركّبون ما لا هو بالعيب، ويحرمون ما لا هو بالمحرم.