تحميل كتاب عبور وادي أوراس

2023-04-21

تحميل كتاب عبور وادي أوراس دَعوني أعْتَذِر مِنْكُمُ جَميعاً شُهَداء وأَحْياء عَلى ما سَبَبْناهُ لَكُمُ مِنْ خَيْأمسىِ أمَلْ. لَمْ نَسْتَطِعْ تَحْقيق أحْلامَكُم بِوَطنٍ حُر وَشَعْب سَعيد، بِبَساطَة لأنَنا أنْفُسَنا لَمْ نَكُن أحْراراً، لا في تَفْكيرنا وَلا في قَراراتنا! كُنا مُقيَدين بالتَبَعِيّة العَمْياء للأشِقاء وَمُراعاة الحُلَفاء! وَفي أحْيان كَثيرة كُنّْا لا نُحَبِذُ قِراءة الْواقَعَ بأنْفُسَنا، بَلْ نَسْتَسْهْلُ كِتابَة ما يُمْلى عَلَيّْنا! ولِلأسَف فَقد لَبَّتْ قياداتنا الدَعْوَة للرضوخ إلى تَنْفيذ قَرارات مُعَلَبَة َوَمُغَلَفَة وَجاهِزَة!

لَيْسَ لِلشَهيد كإنسان القُدْرَة عَلى مَعْرِفِة موعِد مَوته ولا تَفاصيل لَحْظَة المَوت، غَيرَ أنَهُ الشَخص المنفرد القادِر عَلى الإجابة عَنْ سؤال: هَل تَكون اللحَظات الأخيرة للشَخْص الذي يُضَحي بحَياتِه، مُفْعَمَة بالنَشْوَةِ أَمْ بالنَدَمْ؟

لَقَد أَخْطَأني المَوْتُ غير مِرّة! رُبَما بغيةْ أقُصَّ عَلَيكُم حِكايَتي. ما يُحْزنني فعلاً هُمْ الشُهَداء! فَلا هُمْ قَصّوا عَلَيْنا حِكاياتهم، وَلا نَحْنُ فَعَلناها لَهُم!