تحميل كتاب سرجون الأكدي أول امبراطور في العالم – فوزي رشيد

2023-12-24

تحميل كتاب سرجون الأكدي أول امبراطور في العالم – فوزي رشيد

بصرف النظر عن أن العالم أجمع معجب بعظمة ورقي الحضارة التي بناها قاطنين بلاد وادي الرافدين، ولكننا مع هذا لم نعط لأبطالها البارزين المنزلة اللائقة التي يستحقونها بجميع كفاءة للإنجازات الكبيرة جدا التي قدموها.

سرجون الأكدي هو مؤسس السلالة الأكادية. توسعت إمبراطوريته الواسعة من عيلام إلى البحر الأبيض، واحتوى ذاك بلاد ما بين النهرين والأناضول. حكم منذ عام 2334 حتى 2279 ق.م.، من عاصمة حديثة وهي أكاد، التي تقع في الضفة اليسرى لنهر الفرات بجانب كيش. ولم يكن سرجون ذاك أحد أبناء الملوك، غير أن الأساطير السومرية اصطنعت له سيرة روتها على لسانه، فهو يقول: “وحملت بي والدتي الوضيعة الأمر، وأخرجني إلى العالم تحت الطاولةً ووضعتني في قارب من السل كالسلة وأغلقت علىَّ الباب بالقار”. وأنجاه واحد من العمال، وبات بينما عقب ساقي الملك، فقربه إليه، وارتفع نفوذه وسلطانه. ثم خرج على سيده وخلعه وجلس على عرش أجاد، وسمى ذاته “الملك ذو السلطان العالي” وإذا لم يكون يقضي سوى قسما صغيراً من أرض الجزيرة. ويسميه المؤرخون سرجون “الأعظم” لأنه غزا مدناً عديدة، وغنم مغانم عارمة، وأهلك عدداً كبيراً من الخلائق. وقد كان من ضمن ضحاياه لوجال- زجيزي ذاته الذي نهب لكش وانتهك تحريم آلهتها، وقد هزمه سرجون وساقه مقيداً بالأغلال إلى نبور. وانتهاج ذلك الجندي الباسل يخضع البلاد شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، فاستولى على عيلام وغسل أسلحته في مياه الخليج العربي الكبير رمزاً انتصاراته الباهرة، ثم اجتاز في غرب آسية وبلغ إلى البحر المتوسط، وظل يحكمها خمساً وخمسين سنةً، وتجمعت حوله الأساطير فهيأ أذهان الأجيال الآتية لأن تجعل منه إلهاً. وانتهى حكمه ونار الثورة مشتعلة في مختلف مناطق دولته.