تحميل كتاب رسائل خليل حاوي إلى نازلي حمادة – نازلي حمادة

2023-11-04

تحميل كتاب رسائل خليل حاوي إلى نازلي حمادة – نازلي حمادة

فاجأ خليل حاوي الجميع بانتحاره، يوم أمكنها إسرائيل من أغلب مكان لبنان ودخلت بيروت سنة 1982، وكنا لا نزال نردد قصيدته القنطرة و”لازمتها”: “من كهوف الشرق من مستنقع الشرق/ إلى الشرق الجديد/ أضلعي توسعت لهم جسراً ثابت”، نرددها “خفافاً” طربين بغرسها بمعناها، ونتصور أننا الجيل المقصود بالنهضة، ولا أذكر أن أحدنا بال في قراءة تاريخ كتابتها.

اليوم زال التهيؤات وترسخ في آن فرد. فما الجيل المقصود سوى جيل طلابه الذين كان يعزّيه أنهم أعجبوا بها، يترسخ التهيؤات لأن الشعر يتخطى الزمان، بينما أن زمننا الجاف ما يزال مستمراً، والجسر مضعضع يفتقر إلى أضلع قريبة العهد لأجيال قادمة. كم تساءلنا عن دافع انتحاره ولم نفهم أغواره. جاءنا الجواب يوماً بلسان أحدهم، عن الانتماء السياسي لخليل حاوي الذي يصعِّب فوقه رضى أن تجتاح إسرائيل العدو التاريخي، بيروت. لكننا يومها لم نكن نفهم معنى أن تتوحد ذاتك بالوطن وأن يتوحد حزنك بالحزن العام والطويل والمخبأ في الأمكنة التي تسكن فيها. كان علينا أن ننتظر أعوام لنفهم أن الإخفاقة في الوطن قد تغدو إخفاقه في الحياة تلازمك خلال حياتك.

ومع ذلك، الشاعر الإنسان المرهف يحمل بذور ذاك التوحد في داخله ومنه تنبت شجرة الكآبة، فها هي مراسلات كتبها إلى تلميذته نازلي حماده، تعطينا الجواب.

خليل حاوي، ككل فنان أو مؤلف وكاتب، لا يشعر بتكلفة الحياة بيسر ولا يطرب لما يطرب إليه الناس، يشكو تفاهتها في واحدة من المراسلات، ولو كان يثمِّن اللحظات الممتعة التي يمضيها مع أصدقاء يبادلها الأفكار ويشوح بصحبتهم في بلاد عصرية: “مسكين من يفوته المعنى العميق في مثل تلك الوقائع الضئيلة ولا يشاهد معنى للحياة سوى في ضوضاء أحداثها الكبرى، والمهم هو الروح التي تعرب عن نفسها في الوقائع وليست الوقائع ذاتها”.

تحميل كتاب رسائل خليل حاوي إلى نازلي حمادة – نازلي حمادة