تحميل كتاب دفاعاً عن الخطأ والخطيئة

2023-04-21

تحميل كتاب دفاعاً عن الخطأ والخطيئة الحقائق تكذب. استقر أنها تدعي الصواب. الفلسفات والأديان والمذاهب والأخلاق فتاة تراثها على كذبة صحة الحقيقة. الدليل على هذا، تاريخ الآدمية، منذ بداياته حتى يومنا ذلك. لم نعش الحقائق بكثرةً. كانت تنفض وتزاح لتحل محلها حقيقة كاذبة حادثة… لذلك كان لجميع عصر حقائقه، لجميع مذهب ديني أو سياسي أو اجتماعي حقائقه المتناقضة. فضيحة الإنسانية، أنها آمنت بحقائق متناقضة، وأتت الأعمال كارثية. الزمان الماضي الواقعي، الوقائع والتقلبات، الاشتباكات المسلحة والحروب، الانتهاك والانتقام، تدل إلى أن “جماليات وكماليات وتميز الحقائق”، كانت منبر للارتكاب. ما أتى به الفكر أبوين والعلم، داسته المصالح بأقدامها… تلك الإنسانية اليوم، بجميع بشاعتها، هي الوريث التشريعي لتراث متتابع في تجارة الحقائق العظيمة. لقد ديس الانسان وقتل وأهين وهجّر واغتيل. تاريخ الآدمية ينزف دماً وحقداً. ولا ذرة حب سوى لدى الشعراء والمبدعين فناً وخيالاً.

وأعلاه، فإن الخطأ هو الأساس الذي بنيت فوقه عمارات الحضارات المتكررة. الخطأ، تكتظ به الديانات. لا أقصد المقالات بأي حال من الأحوالً، فهذه حاضرة في متحف اللغات. أقصد المجرى التاريخي للإنسانية كان وما زال مساراً ذبائحياً. الخطأ هو معركتنا. إنه منا وفينا ومعنا، وعلينا التشييد على غير صحيح هادف وليس على حقيقة صبر سيفاً وتقطع رأساً. الخطأ هو من يواجهنا ونواجهه. والخطأ ليس إلا الحقيقة الواقعية، وليس الحقيقة المصوّرة. لذا، ترفع القبعة احتراماً للسفسطائيين، الذين هزئوا من حقائق سقراط غير القابلة للتحقق. لذا ترفع القبعة كذلكً لميكيافيلي، الذي عرف كيف تبنى السياسة على المصالح والكذب الضروريين… إلخ.

ذلك الكتاب يعيد الاعتبار إلى الخطأ. يقومه باتهام الذهن بالانحياز، والفلسفة بإعدام المخيلة والشهوة والغرائز والنزعات: أي الانسان مثلما هو كائن مكتمل النقصان. ثم، ينبغي أن الحراسة عن الخطيئة التي تلتصق بنا زيادة عن اسمنا.