تحميل كتاب ثم حلقت لحيتي – فواز الشروقي

كتاب ثم حلقت لحيتي

منذ 4 أسابيع

تحميل كتاب ثم حلقت لحيتي – فواز الشروقي

لم أكتب ذاك الكتاب بغاية تدوين سيرتي الذاتية، فما أنا بالشخص الشهير الذي يتهافت أعلاه القرّاء للوقوف على تفاصيل عمره ويستميتون للاطلاع على فترات نشأته. مثلما لم أكتب ذلك الكتاب بغاية التشهير بالجماعات الإسلامية في البحرين، فأنا – على الرغم من اختلافي برفقتها – أدين لها في تكويني الثقافي. إنّ ذاك الكتاب هو تجربة منّي للدعاية سيطرّا يختلج في نفس كلّ عضو في الجماعات الإسلامية متى ما يسمح لعقله أن يفكّر ويقدّر ويراجع ذاته ويعيد حساباته، عبر سردي لثماني 10 سنة قضيتها في رحاب الجماعات الإسلامية أو متصّلاً بها، مركّزاً على موقف الاغتراب التي عشتها والتي يعيشها أعضاء الجماعات، وتؤدّي بهم حتّى يكونوا قرميد عثرة في سبيل التقدّم مقابل أن يكونوا هم رؤساء الركب وقائدي المجتمع إلى النهضة والحضارة. وأحسَب أن الكتاب يحصل على أكثر أهميةّيته من أنّه يصف وضعية الاغتراب التي تعيشها الجماعات الإسلامية ويفتش عن أسبابها، انطلاقاً من محاولة شخصية عاشها الكاتب عبر اتصاله بثلاث جماعات كبرى. فالكتاب لا يحمل مجرّد انطباعات لمتابع لأنشطة الجماعات وبرامجها، وإنما هو ملخص مسعى لعضو مثابر بها بلغ إلى فترة المشيخة مرات عديدة، ودرس العلوم التشريعية ومارس الاستدعاء بها وأشرف على مراكز تحفيظ كتاب الله الخاتم، وأشرف ايضاً على الصفحة الإسلامية لمدّة سبع سنين كاملة. وقد أتى تخصيصي كتابي ذاك لإيضاح تجربتي الشخصية في الجماعات الإسلامية لا لأحشد الناس إلى محاربتها، غير أن بهدف أن تنشد تلك الجماعات إلى تعدى موقف الاغتراب التي تعيشها، لأجل أن تصبح مؤسساتها شركات فاعلة إسهام في نهضة المجتمع ودافعة له في اتجاه التقدّم. فأنا أعلم حقّ المعرفة جمهور المتابعين التي تمتلكها تلك الجماعات في البحرين وفي سواها من دول المكان، وأتفهّم التعاطف الذي تبديه الشريحة الأوسع من مجتمع البحرين المحافظ بطبعه والذي يدين بدين الإسلام؛ لهذا، فإنّني أزعم أنّ الحلّ لا يقبع في إزاحة تلك الجماعات وفي السعي إلى محاربتها، وإنما في إرشادها إلى الجادّة السليمة، كي تكون في أعقاب هذا أداة تقدّم مقابل أن تكون أداة تأخّر. ولكم تمنيت – وأنا أكتب ذاك الكتاب وأعرض تفاصيل تجربتي – أن يحدث الكتاب في يد كلّ منضم إلى الجماعات الإسلامية، وأن يقتنع بالأفكار المطروحة فيه، وأن ينشرها وسط جماعته، حتى تتحقّق أمنيتي في أن أشاهد تلك الجماعات تفتح نوافذها للنور، وتُشرع أبوابها للهواء الطلق.