أحدث تحميلات الموقع فكر وثقافة وإيديولوجيا

تحميل كتاب المقدس وتأويل النص الديني في الفكر الغربي

2023-06-17

تحميل كتاب المقدس وتأويل النص الديني في الفكر الغربي وفي إطار طائفة انتمائنا، سمعنا وما زلنا نسمع، تحاورنا وسوف نتكلم بكثرة، كتبنا وما نزال نكتب عن المقدس، بل من يتفحص كلَّ ذاك بعين الناقد، لا يجد أثرا للمقدس، إنما هي مقولات تتخذ من مجالي المقدس مقالات للنشر والإخطار. عامتها لا تعتبر غير أدرك محصور لانعكاس هذه التجليات في أعماق مرايا ذواتٍ، لا تفهم نفسها سوى بتأويلها للنصوص التي تشكل هويتها. ولا يُؤَوَّلُ النَّصُ وإنما هي الذات تؤول ذاتها، فترتسم الدائرة الهرمينوطيقية، مثلما يدْعوها بول ريكور. دائرة تنجم بين المقالات المؤسِّسَة وبين طوائف الانتماء المؤَسَّسَة، طوائف التلقي والتأويل. ولا تنحصر

كتاب المقدس وتأويل النص الديني في الفكر الغربي – عطية بن عطية

المقالات المؤسِّسَةُ في الكتابات الدينية ليس إلا، إنما تطول كذلك لتشتمل على مواضيع الوجود بمثابة الوجود مجلى المقدس وكلمة الله – كن فيكون – مثلما يقول روني غينون الذي استلهم الفكرة بعمقها من الشيخ الأول محي الدين بن عربي. ولعل الذي نوه انتباهي إلى مقال المقدس، مداخلة ألقاها في ملتقى بجامعة ستراسبورغ بفرنسا، الأستاذ جاكوب روغوزنسكي، بشأن التسامح الديني، كانت تتمحور بخصوص «تحوُّل المقدس»، ولم يرق لي آنذاك عدد محدود من ما ذهب إليه، وراسلته بعدها ولا أعرف إلى اليوم هل بلغه ردي أم لا. الجوهري أنه كان يعد التغير سمة ملازمة للمقدس، أما أنا فكنت أشاهد أن المقدس لا يتبدل لأن التبدل سمة من صفات النسبي الذي لا ينفك عن بعده الجوهري، أما المقدس المطلق فإن من أخص صفاته الاستقرار وأما التقديس فهو الذي ينسحب من المقدس إلى شبه قداسات، ذواتنا هي من يصنعها ويضفي فوق منها ما يتصور أنه قداسة. حيث بتصرف الانتماء إلى طائفة المعتقد التي ننتمي إليها، تنمو في ذواتنا بذور الاعتقاد التي يغرسها فينا، ثم يحثو أعلاها ركاما من المعارف ووجهات نظر يستحيل أن تعدى قبة سماء طائفة الانتماء، فإذا حاولت الذات أن تؤول – مثلما صرح بول ريكور – فإنها لا يمكنها أن تؤول سوى نفسها.