تحميل كتاب المصالح والمصائر صناعة الحياة المشتركة – علي حرب

2023-07-27

تحميل كتاب المصالح والمصائر صناعة الحياة المشتركة – علي حرب

في ذلك الكتاب تجربة لمقاربة الحالة الحرجة الدولية الراهنة، بأسمائها المتنوعة وصعدها المتغايرة، عبر تناوله قضايا ومشاكل تخص بمفردات الوجود وعناوينه كالحداثة والديمقراطية، أو الأمن والحرية، أو الأصولية والهوية، أو الشراكة والإنماء، إضافةً إلى قضية باتت تحتل أولوية قصوى هي الحياة المشتركة: كيف تُصنع وتُبنى أو تُدار وتُساس؟ وذلك هو السؤال: كيف يُدار الموضوع المشترك؟

يعد الكاتب أن الحالة الحرجة في عالمنا الحوار هي “ورطة مركبة ومتجددة، بمقدار ما هي دولية معولمة، مثلما تشهد الانهيارات النقدية والكوارث البيئية والفظائع الإرهابية.

من هنا ما آبت تنفع مصلحة الكوكب ومعالجة أزماته الدورية، بما هو سائد من العقليات والأنواع والنماذج والنظريات التي لا تحل محنة أو تحقق إدارة .

إن الرهان، وسط كل تلك المخاوف والأخطار والكوارث المحدقة والمصائر، هو كيف نصنع حياة سوية ومشتركة؟ كيف ندير منفعة عمومية؟

قد يبدع الشخص قصيدة أو حكاية أو نظرية أو عملاً فنياً، وقد يشنّ حرباً ظافرة، لأجل أن يمارس نجوميته ونرجسيته وتأهله، وربما بربريتا، إلا أن المحك هو كيف نتدبر وجّه العيش جميعاً؟ كيف نخلق لغة مشتركة أو وسطاً للمداولة أو منطقة للمبادلة في ذلك الميدان أو هذا؟

ولذا يفتقر إلى تحويل يطال الأفكار والأدوار والمهام وصور الحياة وطرق العيش وقواعد المعاملة، بحيث يجري تخطى مقولات المنشأ والصفاء والأحادية والقداسة والتأله والنخبة والبطولة والاحتكار والقوقعة والمعسكر… باتجاه مفاهيم حديثة الوسيط، والاعتراف، بالتعدد، والتهجين، والموجة، والنسبية، والحيوية، والشبكة، والمداولة، والشراكة، والقوة الناعمة… ويحتاج قبل هذا إلى إعتياد أداء التقى، بالتخلي عن ادعاءات التأله والقبض التي تحيل الشعارات والنصوص إلى أصنام تعبد، أو إلى أقانيم تقدس، أو إلى تنانين فكرية تولد الاستبداد والفساد أو تنتج التوحش والدمار. فنحن أسفل شأناً الأمر الذي ندعي، من إذ علاقتنا بالمعنى والتكلفة أو بالحقيقة والعدالة. مثل ذاك الاعتراف يشكل شرطاً لقبول الآخر كشطر وجودي، والتعامل برفقته كشريك فاعل في منفعة المصالح وصنع المصائر، بمقدار ما يفتح الإمكان لتأسيس مساحات مشتركة للتواصل المجتمعي والتبادل الإنساني.

تحميل كتاب المصالح والمصائر صناعة الحياة المشتركة – علي حرب