تحميل كتاب المرأة السعودية بين الفقهي والاجتماعي – فوزية باشطح

2023-12-25

تحميل كتاب المرأة السعودية بين الفقهي والاجتماعي – فوزية باشطح

على الأرجح أفاد قائل: إن نص المرأة قد هلك بحثًا. فهل مرة أخرى في البحث و الطرح؟! نقول: نعم، و إن كنا لا ندّعي أن ذاك الكتاب سوف يكون الحكم الفصل في نص المرأة و تمكينها أكثر الأمر الذي مكنها الدين، و بل من الممكن أن يكون الجديد فيه هو تجربة قراءة مواضيع الفتاوى قراءة متيقظة، بعيدة عن التحيز، مع مسعى حوار مضمونها بشأن قضايا المرأة في محيط الاختلافات و التبدلات التي يتجاوز بها مجتمعنا؛ حيث ليس كل القضايا لا يشطب فهمها سوى من مدخل الفقه ليس إلا، في الفقه دراية مثلما بقية العلوم البشرية؛ سوى أنه يندرج أسفل العلم التشريعي، لهذا من الجوهري إبداء بعده الاجتماعي بأسلوب ملحوظ عن طريق الوصل بين الديني و الاجتماعي، ليتضح مفهوم المسؤولية الفردية إزاء المجتمع، فما جاء الدين سوى بهدف أن يحيا به الناس، و لم يأت ليحيا الناس من أجله. و المرأة من الناس وهي مخاطبة بمفرده (الناس) التي تكررت في الخطبة القرآني 190 مرة كالرجل على الإطلاق. و ذلك يقصد أنها مكلفة ليس باستقبال الخطبة و وفق وإنما فهمه وفقهه، حتى يتسنى لها استيعاب موضوع الفصل بين الدين و التصرفات المنبثقة من (لا دراية المجتمع)، و التي تتمثل في مراسلات شكلية سلبية، تبدو بواسطة سلوكيات شخصيات المجتمع و تعاملاتهم إزاء قضاياها، هذا التصرف الذي أسسه المجتمع الذكوري في مواجهة المرأة و لم يؤسسه الدين. إذ يخزن جميع من الذكر والأنثى متخيلا محددا بشأن جنسها، تشبعا به عبر الضخ الاجتماعي الغزير الذي يصحبها منذ الإنجاب، و يؤكد لهما حتّى المرأة وسيلة لخدمة الأعمال التجارية الأسرية و الجسدية للذكر. و ذاك ما نوه له الفيلسوف الفرنسي “بيار بورديو” في إطار وجهة نظر (شكلية الشدة) التي تعني له: “هذا الشدة اللامحسوس و اللامرئي من ضحاياه أنفسهم لأنه يكون يمارس في جوهره بالأساليب الشكلية للمعرفة أو الجهل أو العاطفة”