تحميل كتاب الفيلم التسجيلي والفيلم الروائي – قيس الزبيدي

2023-10-28

تحميل كتاب الفيلم التسجيلي والفيلم الروائي – قيس الزبيدي

احتفت قليل من النظريات السينمائية بمادة السينما الخام، التي تسجل العالم الجوهري والأشياء والمواضع والناس الحقيقيين، التي هي واقعية في المنبع. أما هذه النظريات السينمائية، التي ركزت أولاً على سلطة صانع العمل السينمائي في تحوير الواقع أو الغش به، فكانت أساسا نظريات تعبيرية: أي أنها تعنى بتعبير صانع العمل السينمائي للمواد الخام أكثر من اهتمامها بالواقع المصوّر ذاته.

وبالتالي دهان نظرية العمل السينمائي، بأكملها إلى حد ماً، التضاد الجاري بين الواقعية والتعبيرية، وساد هذان المنهجان على تاريخ نظرية ومزاولة السينما، منذ عهد الشقيقين لوميير، اللذين خضعا لهاجس نقل الواقعية الخام على العمل السينمائي، إضافة إلى ذلك ميلييس، الذي كان بدوره مأخوذاً بأسلوب ملحوظ، بما يمكن عمله بالخامات.لقد هيمنت التعبيرية على نظرية العمل السينمائي طوال العشرينيات والثلاثينيات.

ومن جانبه نعت وتصوير د. و. غرفث «مدرستين» أساسيتين في مزاولة العمل السينمائي، هما الأميركية والألمانية – فيما كانت الواقعية، ولو بأسلوب ثانوي، أسلوباً مشتركاً في المزاولة السينمائية طوال العقود الأربعة الأولى في عمر صناعة السينما، ولم تكتمل كنظرية لائحة بذاتها سوى في عاقبة الثلاثينيات (عن طريق إعتياد الأداء العملية للتسجيليين البريطانيين يقاد من قبل جون غريرسون وفي الأربعينيات مع ظهور الواقعية الإيطالية.

وقد كانت ثمة عوامل وجيهة لذا الازدهار المتأخر: لاسيماً، أن النظرية الواقعية، اعتبرت العمل السينمائي ضمنياً ذا ضرورة أصغر، لأنها ارتأت أن الواقع هو أهم من «الفن».

هل على الأرجح أن يكون صانع العمل السينمائي تسجيلياً ويبقى في ذات الوقت روائياً؟

تحميل كتاب الفيلم التسجيلي والفيلم الروائي – قيس الزبيدي