تحميل رواية 4 سيلسيوس أو ما شابه pdf – إبراهيم إدريس

2023-01-27

باب الهجرة واللجوء هو الباب الأخير الذي يلجه جميع من ضاقت به أرض وطنّه بما رحبت، وهو الباب الذي يلجه الروائي إبراهيم إدريس في «4 سيلسيوس أو ما شابه»

ليسرد للقارئ “حكاية ذات فاعليات حقيقية”؛ فمن العاصمة السورية دمشق عاصمة سوريا السورية بسوريا إلى لارنكا.. إلى دولة جمهورية الجزائر.. إلى ليبيا.. وصولاً إلى أوروبا.. ترسم القصة مدارات اغتراب ذات مواصفات متميزة في اختياراتها السردية، وفي بحثها الدائب عن تنويعات صورية متنوعة لقيم الذهاب للخارج والسفر عبر “الأمكنة”، إذ مفارقة الوطن، والارتحال بالشخصية الروائية للبحث عن الـ “البديل” و”المتنوع” في عوالم الآخر المتنوع.

وتفعل هذا الحكاية عبر تفصيلات مادية ومعنوية ذات نفس ملحمي تسبر ذاكرة بطلها “عيسى” مدرس المدرسة وهو يحكي يوماً مغايراً لسفر مغاير، سفر يتميز باحتمالية اللاعودة، واللاعودة إلى أين! إلى أرض الوطن.

يمُر “عيسى” في رحلته تاركاً خلفه، والدته.. أباه.. إخوته.. قرينته وأبناؤه.. على أمل المؤتمر خارج حواجز الوطن في حياة حرة كريمة.. حياة كان لا بد له من “عبورها” في فنطاس درجة حرارته “أربعة سليسيوس، أو ما شابه!”. ما يُذكّر برواية المؤلف والكاتب الفلسطيني المشهور “غسان كنفاني”، المعنونة “رجال في الشمس” واستفسار القصة في نهايتها: “لماذا لم يدقّوا جدران الفنطاس!”. كلياً مثل بطل روايتنا الذي كاد ومن بصحبته أن يكونوا مشروع جُسمان حالَما دقوا جدران الحافلة دون فائدة. فالأمر سيّان، هي سفرية عبور وربما مخاض ما قبل النهايات الأخيرة الذي لا بدّ منه.