تحميل رواية ليلة في ضيافة الجن – نجاة الشحي

2023-10-07

تحميل رواية ليلة في ضيافة الجن – نجاة الشحي

تلك الرواية حدثت لشخص طاعن في العمر، يقول الرجل الكهل قبل 30 عامًا، كنت مع صاحبي وقد قصدنا البر، وتأهبنا وجهزنا العُدة لهذا، وقد كانت وجهتنا من خيبر في المملكة السعودية إلى نقب الباطن، انطلقنا وفي خلال الطريق في الساعة الثالثة صباحًا نزلنا لاستنشاق الرياح المُنعش، وقد كان الأحوال الجوية منخفض الحرارةًا ينفذ إلى في العظام فسرت بي رعشة غريبة، فسألت صديقي: هل نحن في شهر كانون الثاني القارس؟ فأجابني صديقي: لا نحن لسنا في موعد كانون الثاني، غير أن ما أعرفه أننا في (مربعانية البرد)، لم أنطق بعدها بأي كلمة، غير أن الأمر الذي أشار انتباهي أننا كنا في سبيل زراعي ذي اتجاه فرد، يغزوه الطمأنينة والهدوء، فقررنا الهبوط من العربة وإكمال سفرية الاستجمام هذه وسط الحقول الحالكة السواد، وفيما كنا نمشي لمحنا كلبًا أسود، له عيون ناصعة البياض، وتبرق كالمصباح المشع، وكأنها مصباح وسط الظلام، والغريبة كان انعكاس ضوء عينيه على العربة التي أغلقنا محركها منذ مدة قصيرة!

فهرولنا بشكل سريع البرق للسيارة، وانطلق صديقي بشكل سريع، ودخلنا العربة، وانطلقنا بالطريق، وإذا بي أسمع صوت حوافر تدق الأرض، كان الكلب يركض خلفنا بحوافر حمار فقطع الطريق أمامنا، وصعقنا بأن الكلب يجري بدون إستمر، وقد كان انعكاس ضوء عين الكلب منعكسًا على المرآة الداخلية بالعربة، ويكاد الضوء يُعمي الأعين لسطوعه الناري الغريب، وكأنه شعلة لهب حارقة، فسيطر الرهاب علينا، وبدأنا نردد: «بسم الله الرحمن الرحيم»، حتى قطع الكلب الطريق من دون واصل واختفى بلمح النظر، فأدركنا بأنه من الجن، وأكملنا السفر، ومن هول ما شاهدنا صارت أخشى السَّير في الأساليب المظلمة الحالكة السواد ليلًا حتى متكرر كل يوم ذلك.