تحميل رواية ‫ليكورنا

2023-04-09

تحميل رواية ‫ليكورنا خطابات لم تبلغ إلى المرسل إليهم منذ 200 وخمسين عامًا. حكايتان متشابهتان يفصل بينهما قرنان ونصف من الوقت؛ قصّة الراهب “أنطوان خير”، الذي ترك حياة الرهبنة؛ تتداخل مع قصّة “سامي”، الصوفي الذي ترك كيفية جدّه المُثلى.

كان المنفى من نصيبهما. البحثُ عن الذات، المرأةُ، اجتماعُ الغريب، تعلّمُ لغة عصرية؛ جميعُها قواسم مشتركة جمعتْ بين القصّتين. يروي أنطوان خير قصّته مع المنفى مذ هَرَبَ من لبنان على باخرة للبضائع عام 1744م وحتّى وقت كتابة مذكراته في يناير عام 1759م في لِيكُورْنَا بإيطاليا. في أرشيف جامعة نيويورك، وتحديدًا في كانون الثاني 2010م، يعثر سامي على مذكّرات أنطوان خير بالصدفة. تتنقّل فصول الحكاية بين قصّة “سامي” وقصّة “أنطوان خير”.

تتشابه الحكايتان وتتماثل الاستفسارات بما يختص المنفى والاغتراب والبحث عن الذات، على الرغم من تباعد الأزمنة واختلاف المواضع. من أجواء الحكاية:لا أعرف كيف أخذتني الأمواج وحملتني وطرحتني خارجها إلى يابسة لم تطأها قدماي من قبل. التصقتْ رمالُ الشاطئ بوجنتي الملامسة للأرض. كنت أكثر قربا إلى البرزخ من الاستفاقة، وإلى الغيبوبة من الصحوة. أهلوس بأسماء غريبة، وأصرخ بصوت غير مسموع.

تلوح في مواجهة ناظري المشوّش بإجراء الشمس المحرقة صورةُ جرذٍ عظيم يقاربّي، يرغب أن يساعدني. يأمرني أن أتشبّث بشاربه الذي بدا لي كمرساة عارمة تتدلّى من الباخرة التي كانت تطاردني بالأمس، وأنا في حيرة من أمري ولا أعلم، هل أتعلّق بشاربه؟ أم أتفلّتُ منه؟في أحضان رمال عدم الحضور لا يلزم أن يثق المرء بأي كائن، على أن وإنْ كان جرذًا ضئيلًا يَهْدِي إلى الأكل، ويصدر صريرًا فينبّه به غافلًا على متن فلك في وَحْشَة البحر.