تحميل رواية لم يحبنا العالم – محمد علي

2023-10-21

تحميل رواية لم يحبنا العالم – محمد علي

الحزن سيدوم بلا نهاية، الحياة لم تَعُد تحتمل، ليس ذاك ما حاربت لأجله ولا تلك الحياة التي ما دام تمنيتها، معاركٌ طويلة وحروبٍ لا تنْفذ كنتُ أنا طرفيها وخاسرها المنفرد، إلا أن لا يَهُم، أنا أستسلم حالا، ذاك الحزن الذي يلاحقني آن الأوان أن ننهي الماراثون ونعلن مكسبه، آن الأوان أن أطلق سراح روحي لترتقي إلى السماء دون فزع، دائما ما كان الرهبة هو الشيء الثابت في مختلف المعادلات التي فشلتُ في حلها؛ معادلة الوعود، معادلة الفراق، معادلة اليقين وتلك الأخيرة هي الأصعب بينهم، تمنيتُ مستديمًا أن أضع حاجزًا هذه الكآبة التي تعتري مهجتي وروحي وهذا البؤس الذي استعمر تفكيري ومخيلتي ولكني لم أستطع، كل ما أحببته تفلت من يدي كأن أصابعي لا تقوى على رؤيتي بهيجًا، على الأرجح تُلهيني السعادة عن الكتابة فأنا لا أكتب سوى متى ما يعتصرني الوجع، ذاك الوجع الذي أتقن في صناعتي كحلوى لا تُسمن ولا تُغني من ألم، أجلس حاليا متكئًا على أحزاني أنتظر عِناق الهلاك وأُنهي خلافنا وصراعنا الذي استمر لـ 4ٍ وعشرين عامًا، أنتظره في غرفتي جالسًا بين أوراقي أتظاهر أني لا أشاهد شيئًا بصرف النظر عن أنني أتمكن مفاضلة جدران غُرفتي بيسر، فعلى الحائط ذاك أشاهد صورةً لطفلٍ ضئيل يبتسم ابتسامة بلهاء..

يُشبهني عدد محدود من الشيء، وصورةً لسيدةٍ تُشبهني في جميع الأشياء عدا عينيّ الحزينتين، وصورةً أخرى لفتاةٍ تظهر كجائزةٍ كُسرت قبل أن استلمها، وبرغم الحزن المنبعث من تلك الصور ومن تلك القاعة؛ أجلس فيها هذه اللحظة ضاحكًا كمن يرى عمل سينمائيًا كوميديًا، حتى كأس الخمر يضحك هو الآخر، أنا لا أؤمن بشيء، لا أتخيل أن هنالك هنالك مخطط لذا الكون الفوضوي، ولا أتصور أيضًا أن هنالك إحتماليةً أخرى لأجل أن نرجع لذلك اليابس اللعين، أنا ناقمٌ على الحياة وعلى نفسي، على من تركني ورحل، على مطالباتٍ دعوتها وظننت أنها ستُجاب، ناقمٌ على ليالٍ قضيتها في انتظار الغد الأجود الذي لن يجيء أبدًا، ناقمٌ عليكم يامن تدّعون أنكم الأمة المأمولة، ناقم على جميع الأشياء، وكأسي أيضًا ناقم عليكم.