تحميل رواية لست أمي

2023-06-12

تُعد رواية “لست أمي” للكاتب السوري زاهر السوسي واحدة من أهم الروايات العربية المعاصرة التي تناولت الأزمة السورية وآثارها على المجتمع والأفراد. وتعد هذه الرواية تحفة أدبية فريدة من نوعها، حيث تناولت الكاتب السوسي فيها تجربة الثورة السورية بشكل جديد ومختلف، عبر قصة شخصية المرأة التي حاولت البحث عن ابنها المفقود خلال الثورة، والتي قررت التضحية بدورها كأم للقيام بدور الأب لابنها.

تدور أحداث الرواية حول البطلة الرئيسية ليلى، وهي امرأة تعيش في مدينة دمشق، وتحديداً في حي القابون. تبحث ليلى عن ابنها الذي اختطفته قوات الأمن السورية، وهو من أشد المعارضين للنظام السوري، وللأسف لم تتمكن من العثور عليه على الأقل في البداية، إذ أن الحياة في سوريا خلال فترة الثورة كانت معقدة للغاية، وتتطلب الناجين منها الكثير من الشجاعة والتضحية.

وبمجرد اختطاف ابنها، قررت ليلى أن تعمل على تنفيذ قرار بأن تصبح الأب الذي لم يحصل عليه ابنها بسبب الظروف السياسية الصعبة، وتبدأ بذلك مرحلة جديدة من حياتها. تحاول ليلى حفز النساء الأخريات في الحي والمناطق المجاورة على تكريس وجودهن في الحياة العامة، وأن يأخذن دورًا فعالًا في النضال من أجل الحرية والعدالة والكرامة.

يتضح من رواية “لست أمي” أن الكاتب السوسي قد أراد أن يعكس من خلال شخصية ليلى، وعبر رؤية هذا العالم النسائي الصريح، حالة النساء في المجتمع السوري عمومًا، وهي حالةٍ تتلخص في وجود المعارك المستمرة منذ الثورة، والمعتقدات الثقافية التي تمنع المرأة من تحقيق ذاتها والمشاركة في الحياة العامة بشكل كامل.

وتستكشف الرواية آلام ومعاناة الأمهات اللواتي فقدن أطفالهن، وكثيرًا ما يتذكرن أو تذكرن حياتهن السابقة، وكيف أنهم تضحوا بالكثير للنجاة من الحرب، وتستكشف الرواية الروح القتالية في ظل الخسائر الكبيرة التي لحقت بالأفراد والذين عاشوا في المناطق الحربية.

تستطيع رواية “لست أمي” أن تمثل جيلًا جديدًا من الأدب العربي الذي يظهر المواقف الاجتماعية والسياسية الحالية، مما يجعلها من التحف الأدبية الرائعة في العصر الحديث. في النهاية، إنها رواية في قمة الإبداع الأدبي، تثير الإحساس وتشجع على الفكرة الجديدة بأن كل مواطن ومواطنة يمكنهم صنع التغيير في عالمهم، رغم كل الصعوبات.