تحميل رواية سراديب النهايات pdf – عبد الإله بلقزيز

رواية سراديب النهايات – عبد الإله بلقزيز

2020-11-24

تحميل رواية سراديب النهايات pdf – عبد الإله بلقزيز

خُيّل إليه، في هذه اللحظة أن السلطة كائن متوحش، لا موضع للرحمة في مهجته. اكتشف هذا منذ زمن بعيد؛ حين عاين

كيف يتعسف الشيخ والزعيم على محتاجين الفلاحين، ويتزلفان لكبار المُلاّك، ويقضون لهم التعاملات الإدارية بهمّة لا تضجر.

وهو لا يستطيع أن ينسى أن السّي محمد سِيقَ إلى السجن ظلماً لأن متنافس معه من رجال السلطة، ولأن الخونة

والبصاصين شهدوا في مواجهةّه لأجل صالح الدّركي، فأقيمت فوقه التبرير. ولا هو يمكن له أن ينسى مشاهد العدوان على

أرزاق الناس وأملاكهم باستغلال التأثير، الابتزاز لغة المخاطبة الوحيدة لدى من عندهم التأثير، إن لم تفهم “واجبك” إزاء نداء

الجشع، تتعطل مصالحك وتُرجَأ إلى ما شاء الله. وعليك أن “تدفع” في أي مقر ألجأتك إليه الأحوال لتقضي فيه إدارة. كلّ يود

“قهوته”، ولسان حال الجميع “ذْهَنْ السِّير يسِير”. وأذا والدَت نفسك إرتشاء من يدعوك إلى رشوته: خشية حنق الله، أو صوناً

للكرامة، فعلى ذاتها جَنَتْ براقشُ. “متى ينتهي ذاك البغي، ويعالمنا رجال السلطة كالبشر؟” أفاد بصوت عال اختلط بتنهيدة قذفتها أعماقه مثلما يقذف البركان حُمَمَه.