تحميل رواية حلب تراجيديا الحرية

2023-04-21

تحميل رواية حلب تراجيديا الحرية حاولت أن أستعيد حجابي دون أن أفلح، حينما أمسكت بأطرافه لأحكمه بخصوص شعري مجددا عاندتني الهواء معيدة سحبه عن رأسي بِحَثّ من الشياطين التي احتلت البلدة حتى الآن وقوع مساجدها، لم يكن واحد من من المطاردين مهتماً بتلك المعركة التي أشنها مع الهواء، فكل لاهٍ بنظرة التوديع الأخيرة إلى مدينة يستبيحها المجهول، وحدي من كنت أصر على احتشام لم يحتسب ينجح نفعاً في مواجهة كل هذه الإباحية التي حملتها لنا الموقعة، لم تعد يداي المصابتان بشظايا تجربة اغتيال (حرية) قادرتين على استكمال ثورتها مع الرياح فانهزمت، كان حجابي أحدث هزائمي في حلب وأول مقصد للحرية تسجله في مرمى جسدي المستباح، أنهيت رقصتي مع المنديل الذي طار بعيداً من التريلا راجعاً أدراجه، شق سبيله بين الموتى برشاقة، هنالك يود أن يستمر معلقاً على رفات البلدة والمنازل المهجورة والورود التي لم يتبق منها سوى هياكلها العظمية.

لقد كنت أحدث الورود الحية في البلدة وها أنا أتحول في تلك الحافلة التي كومونا فيها كالخراف إلى غصن يابس بشعر منفوش!

سافرة، هكذا خرجت من حلب كالمساجد التي أسقطوا مآذنها، محطمة كالتاريخ المبتور من النصف وفارغة كالحقيبة التي أحمل فيها ساعة والدي وذاكرة شيطان يرتكب العديد من الحماقات، هكذا أجبروا جسدي على الرحيل أما روحي فهي كمنديلي تحبذ العوم في بركة متسخة بأشباح الذاكرة على الغرق في ترف منفى لا ذاكرة له، لذا أفلتت مني هي الأخرى ولم أبذل جهداً لاسترجاعها!

لم تنفع ثورتنا لأننا كنّا نموت بهدف (الجنة) لا بهدف الوطن!