تحميل رواية بوح الجدران – محمد سمير ندا

2023-02-28

تحميل رواية بوح الجدران – محمد سمير ندا تغيب القمر واشتدّت الريح فبغت السماء وأرعدت. انفرد بي الحاوية المتداعي في خلوة الكهل غير السرّيّة، فراحت الأوراق تبوح بمكنونها، بدا المسألة محرضًا للفضول، مغمّسًا بمتعة مجهولة، ربّما هي خليط من لذّة الاستطلاع وشهوة التقصّي، والتوق إلى تحويل خرائط الذهن وطرد المؤرقات. سار المسألة بنمط هادئ إلى أن تسرّبتْ الأصوات المجهولة المنشأ إلى الخطابات. حتى الآن فتح معظم الأظرف رحتُ أصغي في ما بين الغفو واليقظة إلى مقاطع واعترافات تجيء بنبرات متنوعة لأصوات لا دكانّ لها في ذاكرتي. ظننتُ في بادئ الموضوع أنّها استعادة لما حوته الأوراق التي أواظب على فضّ سرّيّتها كلّ ليلة؛ إلى أن أصْمحضُ ذات ضحى -وقد منحني صعوبة النوم عينين محتجزتين بين هالات سمراء-

رواية بوح الجدران – محمد سمير ندا

متيقّنًا أنّ الأصوات التي تقضّ مضجعي منذ ليالٍ لم تكن استعادةًا لما باحت به الأوراق المنسيّة. إندفعت بسرعةُ إلى الحاوية ورحتُ أفتّش الخطابات محقِّقًا سادّا يقتحم المسامع، فلم أجد لها أثرًا، تأكّدتُ حينئذ أنّني أتلقّى وحيًا لفظته السماء وعلق في طيّات الزمان. كانت الجدران تبوح بما أنهكها كتمانه في نفس توقيت انفجار مسيرات 2011 في القاهرة عاصمة مصر، يرجع شاب صغير في مقتبل العمر مصري إلى القاهرة عاصمة مصر مقبلًا من طرابلس، عاقدًا العزم على الافتتاح في الأفعال الأساسية لتحويل اسمه الذي وُلد به. يستأجر الشاب المردود منزل سكنتها من قبله عائلة مصرية انقطعت أخبارها في بغداد منذ 30 سنة، وقد ذابت آثارها بين الخرائط وفوق عتبات مهابط الطائرات. ذو المنزل، وهو كبير السن مبهم، يشترط على الشاب أن يفتش عن العائلة الغائبة بنظير المسكن في شقتهم التي لم يؤجرها منذ رحيلهم، دون صرف إيجار.