تحميل رواية الوائدة – محمد الباذر

2023-10-05

تحميل رواية الوائدة – محمد الباذر

بعذر إنها جرمٌ أسرية، وبحافز الخصوصيات الحساسة التي لا تصلح لعرضها على رأي المجتمع، حدثت الكمية الوفيرة من الجرائم التي هزَّت المجتمع الخليجي، وفتَّت علاقات المحبة والثقة والفطرة الصحيحة، أعدمت النقاء الأثري المشاع بين الناس،حتى الآن كل ماعملته من هدمٍ لم يسعَ واحد منٌ للبنيان، وخفتت دون خطاب ما يفيد المجتمع من عوامل الجرم وأبعادها، وبحافز تداخل الأسماء وحفظًا لسمعة العوائل الراقية والمنازل المحافظة التي ادَّعت أنَّ الجرائم لاتحدث في بيوتها سُكت عن جميع الأشياء.

الأمر الذي ارتفع من انتشار الشدة في المنازل، ولم تستطع الحكومات في مواجهة ذلك السيل الدموي الذي يموج بأبناء المجتمع دون المفاضلة بين غنيهم أو فقيرهم، عالمِهم أو المنخفض في مستواه الدراسي، لكن تسنَّ الكثير من القوانين دون زيادة وعيٍ حقيقية ومعالجةٍ لمرض الصرامة الذي صفع في الشوارع والمؤسسات والمدارس وصولًا إلى المنازل، وليس منزل (عبدالرحمن) قرين (غموس)- أو طليقها بينما في أعقاب- سوى مثالًا نطرحه للعبرة؛ بغية لا يتكرر، درسنا أبعاد الجناية من كل منحى لأجل أن يراجع المرء ذاته لعله يوما ما ماٍ يؤجج خيطًا يودي به إلى مالاتحمد عقباه من جنايةٍ يرتكبها أخرق أو قاسي القلب، لابشري يسكن بين الإنس، فكل الأبرياء مروا بالقرب من الجناة، تزوجوا من بينهم أو عملوا برفقتهم،أو زاملوهم أيام التعليم بالمدرسة أو جاوروهم في المنازل، أو أكلوا إلى جانبهم في طاولةٍ جميلة في مطعمٍ ما، أو مرُّوا بجانبهم ذات واحدة من الطرقات، كل مذنب هو عود متدلٍ متعجل الاشتعال يؤدي لتفجر عبوة ناسفةٍ تدمر ماحولها، فلا تكن أنت تلك الشرارة التي تشعله فيضرك ويجعلك تخسر؛ فإن خسارته ليست كخسارتك.