تحميل رواية المسكوبية – أسامة العيسة

2023-12-07

تحميل رواية المسكوبية – أسامة العيسة

يتعرض الراوي الـ2 لشتى أنماط البأس من اللطم والبعبع أي النهوض في ساحة لساعات وقد غُطي رأسه بكيس من الخيش مبلل بالبول، والتحات، والطعام الملوث بالأوساخ… حتى يكاد السجين يصبح غريباً عن ذاته لا يتعرف إلى صورته في المرآة. وتبرز المرآة التي تجابه الراوي في زنزانته كرمز للتغريبة التي تفرض أعلاه. وقد أفاد منذ أول القصة أنه يفتش عن مرآة ليرى فيها التحول الحاصل على مظهره. ووقتما يقف أمامها في الزنزانة، لا يتعرف على ذاته، فالمرأة القديمة مدببة تشوه المظهر المنعكس فيها وهو يتفاوت الصورة التي اعتادها جراء الشعر الأشعث واللحية التي نمت والأوساخ التي تغطي وجهه… «كل ذاك يجعل السجين في حيرة مع ذلك الوجه الجديد فوقه هل هو وجهه بالفعلً أم وجه أحدث ركب له دون أن يعلم؟» ترمز المرآة المتواجدة في الزنزانة إلى خطورة الاعتقال الذي يقوم بتشويه نظرة الواحد إلى ذاته.

يتحاور العالم السيكولوجي لاكان عن «مدة المرآة»، إذ يتعرف الولد، عبر انعكاس صورته في المرآة على ذاته ويدرك أن بدنه هو وحدة وظيفية يشار إليها بضمير الأنا. إلا أن مرآة المسكوبية تلعب دوراً مناقضاً دور المرأة العادية في حياة الولد، فتحيل الناظر إلى واقع أحدث تعمل فيه على إزاحة إدراكه لهويته. وللمرأة دور أحدث في حياة الولد، متصل بالدور الأولي وهو أن اكتشاف الأنا غير ممكن إلّا أن يتعلق باكتشاف الآخر. وفي الدور المعكوس لمرآة الزنزانة يكون ضياع الأنا مرتبطاً بصورة أحدث تحاول لأن تحل دكان صورته.