تحميل رواية إني ذاهب – جان أشينوز

2023-12-21

تحميل رواية إني ذاهب – جان أشينوز

صرح فيرّي، سأهجرك. أدع لك جميع الأشياء، لكنني سأرحل. ولما أغضت سوزان لفرط حيرتها، شاخصة النظر إلى منشبٍ كهربائي، ترك فليكس فيرّي مفاتيحه على كونسول للمداخل، ثم زرّر معطفه قبل أن يخرج مغلقاً وراءه باب المقصورة برفق. بالخارج، لم يلق فيري ولو نظرة واحدة على عربة سوزان التي أعتم زجاجها المغبش بالبخار أسفل أنوار اللمبات البلدية، وراح سلس نحو محطة كورنتان، سلتوت التي تبعد باتجاه 600 متر. صوب التاسعة، ليلة يوم الأحد الأكبر من شهر يناير، كانت سيارات المترو شبه خالية. ليس فيها زيادة عن 10 أنفار، وحيدين، فقط مثل فيري الذي أصبح وحدياً منذ خمس وعشرين دقيقة.

كان في الظروف المعتادة يغتبط إذا وجد ركناً شاغراً من مقعدين متقابلين أشبه بمصورة ضئيلة له وحده، لأن ذلك هو الطراز الأجود لركوب المترو في نظره. ولكنه في هذه الليلة لم يكن حتى ليفكر في المسألة؛ كان ساهياً ولم يكن دافع انشغاله، المتوقع، هو لا غير ما جرى بينه وبين سوزان التي يعرف أنها امرأة يصعب إرضاؤها. ولأنه تنبأ ردّ تصرف أقسىّ عنفاً، وصراخاً يتخلله التهديد والشتائم المقذعة، شعر بارتياح، إلا أن شعوره بالارتياح ذاك، هو الذي كان يقلقه بالذات.

كان قد وحط بجواره حقيبة يد تتضمن خاصة على لوازم زينة وملابس داخلية، ولبث في الافتتاح شاخص النظر في مواجهته، محدّقاً في لوحات دعائية ضئيلة لكسوة الأرضيات، ووكالات سفرٍ للأزواج ولنشرات عقارية. بينما حتى الآن، بين حانوتّتي فوجيرار وفولتير، فتح فيري حقيبته ليستخرج منها لائحة لتحفٍ فنية فارسية ستعرض لأجل البيع في مزاد علني، وراح يقلب صفحاتها حتى وصوله إلى محطة “المادلين” إذ تدنى”.

تحميل رواية إني ذاهب – جان أشينوز