تحميل رواية إله الأحياء

2023-05-08

تحميل رواية إله الأحياء تخلّى زيبيديو عن الطريق الرئيسة ليكسب الدهر واتّخذ درباً فرعيّاً بين سوريْن بائدين يهيمن عليهما العوسج. الممر خطيرٌ حيث تعَود المنحرفون الاعتداء على عابريه ونهبهم. وبصرف النظر عن أنّه لم يحفل يوماً لخطورته، خسر اعتراه إحساسٌ بالكآبة حينذاك لم يجرّب مثله من قبل، إحساسٌ لا ينجلي إنّما يزيد خناقه ضيقاً على فؤاده.

خُيِّل إليه أنّ يملك خصوم، يتربّصون به في كمينٍ خلْفَ السوريْن، وهو ما ما كان يملك خصوم كليا. ثمة عينان تومضان عن طريق الطوق بالفعلً، ولذا لمعة نصل خنجرٍ هنا، وهذه فوّهة بندقيّةٍ ثمة. يا لك من أحمق يا زيبيديو، إنَّ شمس المغيب هي ما تمازحك بهذه الطريقة.

وبدا أنّ هديل الحمام، وتغريد الشحرور، وصرصرة الجنادب في مطالعها، تسخر منه بترنيمها اللامبالي. الطبيعة كلُّها تضحك، وحتّى أرهف أوردة النبات والأعشاب السامّة تراقص نسائم المغيب: كلُّ شيء يتنعّم بفرحه، على أن الظلال تمتد باتجاه القمم لأجل أن تختفيَ حتى الآن أطول مرحلة ممكنة؛ أمّا أنت، أيّها الإنسان، وحدَك تنهش قلبَك بأسنانك ذاتها. العدوُّ في باطنك فيما تعتقدّ واهماً أنّه خلْفَ الطوق، ولذا كلّه لأنّك نسيتَ أنّ الله يود لك أن تسكن يوماً بيوم مثل طير السماء ونبات الحقل.