كتاب رسيس الهوى – عبد الرحمن بن حسن قائد

2022-12-30

وإذا صدع البينُ شملَ المحبِّين، فنأيُ والدي فهرٍ وشغلي بغيره لا يذهبان بما له في القلب من ودٍّ بال وهوًى لا يبلى.

وقد تحدثوا إن «الرَّسِيسَ» منبعُ الحب، وقالوا هو ابتداء الهوى وآخره، وهو بقيته في القلب ومحجوبُه، وهو مسُّه وحنينُه، ولعمري إن لي ولذا الكتاب من كل أولئك نسبًا لدى والدي فهرٍ وصهرًا.

وفي الكتاب باقي ما لم ُينشَر من إرث ثقافي شيخ العربية محمود شاكر مجموعًا من قبلُ في كتاب، من بواكير عمره إلى خريف وجوده في الدنيا، كمقدمات لتآليف غيره، ومقالاته التي خلت منها ((جمهرة مقالاته)) وهي واحدة من 10 مقالة، ومترجماته الأدبية لبضعة مواضيع دولية، وما لخَّصه أيام دراسته بالجامعة من محاضرات أستاذه المستشرق الإيطالي نلِّينو، وحوار صحفي قليل وجوده أصدر في جرنال الفيصل، ونخبة من رسائله المخصصة إلى عدد محدود من شيوخه وأصحابه، ثم تصحيحاته المفردة لبعض الكتب التراثية المطبوعة الأمر الذي يغفل عنه عديدٌ من القراء والمحقِّقين.

عملٌ زرعَه الحبُّ، وروَّاه رسيسُه التالدُ في القلب، ورعاه الإخلاص المستحقُّ، والبـرُّ الضروري، والاعترافُ بالفضل لعلم من أعلام تلك الأمة الكبار، وحارس من حَرَس لغتها الأمناء، وشهاب من شُهُبها الثواقب، ليبقى من حتى الآنُ مثلما أفاد هو في شيخه من قبلُ «ميراثًا نتوارثُه، وأدبًا نتدارسُه، وحنانًا نأوي إليه»، وهذه الأيام نداولها بين الناس.