كتاب الدول الفاشلة إساءة استخدام القوة والتعدي على الديمقراطية – نعوم تشومسكي

2021-06-09

كتاب الدول الفاشلة إساءة استخدام القوة والتعدي على الديمقراطية – نعوم تشومسكي

دائما ما شددت الولايات المتحدة الامريكية المرة تلو الأخرى على حقها في استخدام القوة العسكرية مقابل “الدول الفاشلة” في أي موضع من العالم. في ذلك الجهد المرتقب، والمكمل لكتابه الأكثر منيعا في الدنيا: “السيطرة أم المكوث”، يقلب نعوم تشومسكي كل الطاولات، بتبيانه لنا كيف لديها أميركا نفسها الكمية الوفيرة من شكل وجه ومواصفات البلد الفاشلة -ولذلك فهي تشكل خطراً متعاظماً على شعبها هي وعلى العالم.

كتاب الدول الفاشلة إساءة استخدام القوة والتعدي على الديمقراطية – نعوم تشومسكي

الدول الفاشلة، وفق تشومسكي، هي “الدول غير القادرة أو غير الراغبة في تأمين مواطنيها من الصرامة وربما من التلفيات ذاته”، والتي “تمثل ذاتها فوق التشريع، محلياً كان أم عالمياً”. وحتى لو ما كانت الدول الفاشلة عندها أشكالاً ديمقراطية، سوى أنها تتكبد من قصور وعجز ديمقراطي خطير يجرد مؤسساتها الديمقراطية من أي صميم حقيقي. وتشومسكي حيث يستكشف أجدد الأخبار في سياسة الولايات المتحدة الامريكية الخارجية والداخلية، فإنه يميط لنا اللثام عن تدابير واشنطن لتزايد عسكرة كوكبنا، بما يفاقم إلى حاجز بعيد أخطار إشتعال موقعة نووية، ويقيم لنا التداعيات الخطرة لانتزاع جمهورية دولة العراق، الذي أجج حنق العالم واستنكاره على الولايات المتحدة الامريكية، ويدعم بالوثائق سعي واشنطن إلى إعفاء ذاتها من كل موجبات المقاييس العالمية، بما في هذا ميثاق منظمة الأمم المتحدة، واتفاقيات جنيف، وأسس الدستور العالمي المعاصر، وبروتوكول كيوتو… مثلما يعاين لنا كيف أعد النسق الانتخابي الأميركي بهدف إستبعاد الخيارات السياسية الحقيقية وبما يقطع الطريق على قيام أية ديمقراطية ذات معنى.

كتاب الدول الفاشلة إساءة استخدام القوة والتعدي على الديمقراطية – نعوم تشومسكي

بنبرته ذات البأس، وأفكاره النيرة ووثائقه المحكمة، يوفر لنا كتاب “الدول الفاشلة” تحليلاً شاملاً جامعاً للقوة العظمى التي ادعت منذ أمد طويل أن لها الحق في قولبة الشعوب الأخرى على هواها، والإطاحة بالحكومات التي تعتبرها غير مشروعية، وغزو الدول التي تشاهد أنها تهدد مصالحها، وإنفاذ جزاءات على الأنظمة التي تعارضها -كل هذا في الدهر الذي تسكن فيه هي ومؤسساتها الديمقراطية محنة خطيرة، وتدفع بسياساتها وممارساتها الرعناء العالم إلى شفير نكبة نووية وبيئية. بتفكيكه ودحضه على باتجاه منظم ادعاء الولايات المتحدة الامريكية بأنها الحكم على الديمقراطية في الكوكب، يحتسب كتاب “الدول الفاشلة” المجهود النقدي الأشد تركيزاً والأكثر مطلوبية حتى حالا.