رواية عمود نار – كين فوليت

2023-01-11

رواية عمود نار – كين فوليت أعدمناه في مواجهة كاتدرائية كينغزبريدج إذ تُنفذ الإعدامات عادةً؛ فإن لم تكن قادراً على قتل رجلٍ في مواجهة الرّبّ سوف ترسب في قتله بأي حال من الأحوالً. أحضره الشريف من الزنزانة أدنى عقار غيلد هيل ويداه مُقيّدتان وراء ظهره. مشى بانتصابٍ وبوجهٍ شاحبٍ يفور بالتحدي والشجاعة.
سخر منه المشجعين وشتمه، إلا أنه بدا وكأنّه لا يشاهد أحداً سواي. تلاقت عيوننا، وفي ذلك التداول الفوري للنظرات مرّ عمرٌ بأكمله. كنتُ الذي يتحمل مسئولية إعدامه وهو يعرفُ بذلك. طاردته لعقودٍ من الوقت، خسر كان مَن غرس المتفجرات، ولو لم أوقفه لكان قتل 1/2 حُكّام بلدي – بمن فيهم الأسرة المَلأجل أنّة – بجميع عنف وتعطشٍ للدماء. قضيت دنياي في تقفي أثر المذنبين أمثاله، وقد أوصلت الكثيرين إلى المقصلة. لم يُعدموا لاغير إلا أن أُغرقوا وقُطّعوا، أمّا أحكام الوفاة الأكثر ترويعاً خسر كانت من نصيب أسوأ الجناة. قمتُ بذاك مراتٍ وافرة، وراقبتُ كل رجلٍ يلقى حتفه وأنا على درايةٍ كامِل أنّي – وأكثر من أيّ واحد منٍ أحدث – مَن وصله إلى هنا لينال عقاباً رهيباً وعادلاً في آنٍ جميعاً. قمتُ بذاك منفعةً لبلدي الغالي، وبدافع المَلأجل أنّة التي أعمل لمصلحتها، وبدافع مبدأ أحدث وهو الإيمان بأنّ أيّ واحد لديه حق اختيار سبيله إلى الرّبّ. كان أجدد الرجال الكُثر الذين أرسلتهم إلى الجحيم، إلا أنه جعلني أتصور أنه أوّلهم..